قال معارضون سوريون أمس إن عمليات النظام السوري والموالين له انتقلت خلال الساعات الماضية إلى أحياء سنية في مدينة بانياس على الساحل السوري بعد يوم من أنباء عن مذبحة راح ضحيتها عشرات في بلدة البيضا القريبة. وبث ناشطون صوراً لجثث أشخاص يُزعم أنهم أعدموا ميدانياً من جانب قوات النظام السوري وموالين له في الساحة الرئيسة في البيضا. وجاء ذلك في وقت قصف «الجيش الحر» ما وصفه بأنه مخزن أسلحة في مطار دمشق الدولي من دون أن يؤدي إلى توقف حركة الطيران المدني فيه. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن «مجموعة الشبيحة من الطائفة العلوية شنّت حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الجنوبية (لمدينة بانياس) التي يقطنها مسلمون سنّة، واستهدفت في شكل أساسي المنازل التي يقطنها نازحون من محافظات أخرى. وشمل الاعتقال أصحاب المنازل من أهالي المدينة، وجرى نقلهم إلى قسم الأمن السياسي» في بانياس. وأعرب المرصد عن «الخشية من أن تنفّذ القوات النظامية مجزرة طائفية في هذه الأحياء استكمالاً للمجزرة الطائفية التي ارتكبتها القوات النظامية مدعمة بشبيحة من الطائفة العلوية يوم (اول من) أمس في قرية البيضا». وكان ناشطون قد قالوا أول من أمس إن قوات النظام ارتكبت مجزرة في البيضا ذبحاً ورمياً بالرصاص من مسافة قريبة بحق عشرات جُمعوا في ساحة القرية. وبثوا فيديو تضمن صوراً لأشخاص قُتلوا على ما يبدو رمياً بالرصاص من مسافة قريبة بعدما غطوا رؤوسهم بألبستهم الداخلية. أما وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) فذكرت أن «وحدة من جيشنا الباسل ضبطت مستودعين للأسلحة والذخيرة بداخلهما أسلحة حربية متنوعة ورشاشات وقواذف» خلال عملية نفذتها في البيضا، مشيرة أيضاً إلى أن «وحدات من جيشنا الباسل قضت على أعداد من الإرهابيين في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس». إلى ذلك، أفاد المرصد بأن بلدة الدارة الكبيرة في ريف حمص وسط البلاد، تعرضت أمس لقصف عنيف بالمدفعية، ما أحدث أضراراً في ممتلكات المواطنين. كما أُفيد عن مقتل رجل في حي بابا عمرو في حمص بعد خمسة أيام من اعتقاله. وفي حلب في شمال سورية، شن مقاتلو المعارضة هجوماً على حواجز للقوات النظامية في قرية المالكية التابعة لمدينة السفيرة قرب مصانع مؤسسة وزارة الدفاع، حيث شوهدت جثتان لجنديين من الجيش النظامي. كما قتل ثلاثة من مقاتلي «الجيش الحر» في اشتباكات في محيط مطار منغ العسكري في ريف حلب. وتحاصر المعارضة المسلحة منذ فترة طويلة مطار منغ ومطاري كويريس في ريف حلب ومطار أبو الضهور في ريف ادلب في شمال غربي البلاد. وفي حي الأشرفية في وسط مدينة حلب، قُتل جندي من القوات النظامية وأصيب ستة آخرون إثر اشتباكات دارت بين مقاتلين من الجيش النظامي ومقاتلين أكراد باتوا الآن يقاتلون في الاشرفية والشيخ مقصود القوات النظامية. وفي شمال شرقي البلاد، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط الفرقة 17 المحاصرة من قوات المعارضة، في محاولات مستمرة منذ أشهر لاقتحام الفرقة والسيطرة عليها. ودارت أيضاً اشتباكات عنيفة في محيط اللواء 93 في بلدة عين عيسى. وما زال الجيش النظامي يسيطر على هاتين النقطتين ومطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، علماً أن الثوار سيطروا على عاصمة المحافظة في بداية آذار (مارس) الماضي. وفي ريف دمشق الغربي وقرب الحدود مع لبنان، قُتل مقاتل من الكتائب المقاتلة خلال الاشتباكات التي اندلعت إثر هجوم الثوار على حواجز للقوات النظامية في بلدة رنكوس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدداً من عناصر القوات النظامية قُتلوا وآخرين جرحوا خلال الاشتباكات، لافتاً إلى تعرض رنكوس وبلدة تلفيتا للقصف من جانب القوات النظامية. وفي الغوطة الشرقيةلدمشق، قصفت قوات النظام بلدة المليحة بالتزامن مع اشتباكات في بساتين البلدة، فيما كانت بلدة العبادة ومحيطها يتعرضان للقصف، علماً أن الجيش النظامي يسعى إلى إحكام السيطرة على العبادة باعتبارها خط إمداد وربط بين دمشق والغوطة وبقية المناطق السورية. وسيطرت قوات النظام على بلدة القيسا شرق دمشق في إطار زحفها نحو الشمال من المطار على الطرف الجنوبي الشرقي، وذلك بهدف قطع الطريق على المعارضة للدخول إلى دمشق من جهة الشرق وقطع خط الإمداد من جهة الأردن جنوب سورية. ولفتت وكالة «سانا» الحكومية إلى أن قوات النظام كانت قد «أعادت الأمن والاستقرار قبل 9 أيام إلى بلدة العتيبة إلى الشرق من القيسا التي كانت تعد مركزاً لتوزيع الأسلحة والارهابيين القادمين من الأردن إلى بلدات الغوطة الشرقية». وأضافت: «وبذلك يزداد إحكام الطوق على المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية بعد أن بسط الجيش سيطرته على الخط الممتد من مطار دمشق الدولي إلى بلدات كفرين وحران العواميد والعتيبة والقيسا وعدرا الصناعية وحتى الضمير». وفي مدينة داريا، ذكرت «سانا» أن القوات النظامية «دمّرت عدداً من مخابئ الأسلحة خلال اشتباكها مع مجموعات إرهابية في منطقة الشياح والعلالي وحي الجمعيات والمزارع بين داريا وبلدة المعضمية وأوقعت عدداً من الإرهابيين قتلى». وتابعت أن «قواتنا المسلحة الباسلة عثرت على نفق بطول 500 متر في مدينة داريا كان يستخدمه الإرهابيون». وأشارت إلى أن هذا النفق كان يُستخدم «لنقل الأسلحة والذخيرة بين داريا وأشرفية صحنايا وجديدة عرطوز». وبث معارضون أمس شريط فيديو أظهر حريقاً ضخماً نتيجة قصف المعارضة مخزن سلاح في مطار دمشق الدولي. وأقرت وكالة الأنباء السورية بوقوع الهجوم على المطار، وقال إن قذيفتين اطلقهما مقاتلون معارضون فجر أمس تسببتا باندلاع حريق في أحد خزانات الوقود في المطار وإصابة طائرة على ارضه. وأوضحت الوكالة: «نشب حريق في أحد خزانات الكيروسين في مطار دمشق الدولي جراء قذيفتين أطلقهما ارهابيون على المطار فجر اليوم (أمس) قبل أن تتمكن فرق الاطفاء من السيطرة على الحريق في شكل كامل». ونقلت الوكالة عن مصدر في ادارة المطار قوله «ان قذيفة اصابت احد خزانات الكيروسين (الوقود المخصص للطائرات)، في حين اصابت قذيفة أخرى احدى الطائرات التجارية المركونة في ارض المطار وتسببت بأضرار مادية كبيرة في الطائرة». وأكد المصدر أن «حركة الملاحة في المطار طبيعية وتسير في شكل اعتيادي». وذكرت وكالة «فرانس برس» أن التلفزيون الرسمي السوري عرض بعد ظهر أمس لقطات من حرم المطار بدا فيها عدد من المسافرين يجلسون في صالات الانتظار أو في بهو قاعات المطار. وقال أحد الشبان للكاميرا إنه كان موجوداً فجراً في المطار عندما سمع صوت انفجار، قبل أن يختبئ مع عدد من المسافرين الآخرين لنحو ساعة في «ملجأ» داخل المطار، من دون ان يحدد تفاصيل اضافية. وشهد محيط المطار الواقع على نحو 25 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من دمشق، اشتباكات على مراحل مختلفة خلال النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، ادت مراراً الى قطع الطريق المؤدي اليه. وتؤكد السلطات السورية حالياً أن هذا الطريق «آمن». وأعلنت مجموعات مقاتلة معارضة مراراً استهداف المطار بالقصف، لكنها المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات سقوط القذائف في حرم المطار. وشهدت حركة الملاحة في المطار تراجعاً حاداً خصوصاً بعد امتناع غالبية شركات الطيران عن تسيير رحلاتها من دمشق وإليها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. وأفاد المرصد بأن مناطق في حي القابون قُصفت صباح أمس، فيما كانت تدور اشتباكات عنيفة في حي جوبر في الطرف الشرقي للعاصمة. كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في حي القدم في الطريق بين دمشق ودرعا جنوب سورية. وسقطت قذائف هاون في حديقة أحد الأبنية السكنية في حي العدوي وسط العاصمة. ونقلت وكالة «سانا» الحكومية عن «مصدر مسؤول» إن «وحدة من قواتنا المسلحة اشتبكت مع مجموعة إرهابية في الحارة الغربية من مدينة الزبداني» ودمّرت مدفعاً مضاداً للطيران وأصابت إثنين من المسلحين. وفي ريف حمص، ذكرت وكالة الأنباء السورية أن القوات النظامية سيطرت على بلدتي جوسية والعبودية بريف القصير و «أعادت الأمن والاستقرار إليهما». ولفتت إلى أن «وحدات جيشنا الباسل أعادت قبل أيام الأمن والاستقرار إلى عدد من القرى والمزارع غرب نهر العاصي في ريف القصير أيضاً». تظاهرات وفي اشارة الى عدم استجابة المجتمع الدولي طلبات المعارضة وحديث الرئيس الاميركي باراك اوباما من ان استخدام السلاح الكيماوي «خط احمر»، سمّى نشطاء يوم امس «جمعة بخطوطكم الحمراء يقتل السوريون». وخرجت تظاهرات في أنحاء مختلفة من قرى وبلدات ومدن سورية «نددت بصمت المجتمع الدولي كما نادت بنصرة قرية البيضا التي ارتكبت فيها مجزرة بحق الاهالي المدنيين»، وفق المرصد السوري. وأضاف ان التظاهرات شملت أحياء القاطرجي والميسر والمرجة والجزماتي والسكري والشعار والحيدرية ومساكن هنانو ومدينة الباب في حلب. وفي محافظة حماة وسط البلاد، خرجت تظاهرات في كل من حي الحميدية وباب قبلي في مدينة حماة وقرى وبلدات كفرزيتا واللطامنة وقلعة المضيق والسلمية ومناطق اخرى متفرقة. وقال المرصد ان تظاهرات خرجت في كل من حاس وكفرنبل والهبيط في ريف ادلب في شمال غربي البلاد، اضافة الى تظاهرات في كل من قرى ومدن وبلدات اليادودة ودرعا ومعربة والغارية الشرقية في درعا جنوب البلاد. وتظاهر نشطاء وأهالي في دوما وبرزة والعسالي التي شهدت اشتباكات وقصفاً من قوات النظام. وأشار المرصد الى ان التظاهرات شملت ايضاً مدن وقرى حمص في وسط البلاد ومناطق شمال شرقي سورية.