في مؤشر جديد على تمكن المعارضة السورية من مد نفوذها على الأرض، قال ناشطون وسكان إن مقاتلي المعارضة تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة من السيطرة على مبنى مديرية حكومية في محافظة الرقة، كما اسقطوا طائرة مروحية تابعة للنظام في ريف دمشق. وتواصل القصف على حلب، وأفاد ناشطون والهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 6 قتلى وإصابة صحافيين عرب وأجانب أمس في قصف استهدف تظاهرة في حى بستان القصر في حلب نتيجة سقوط قذائف الهاون على الحي من قبل الجيش النظامي. وفيما أعلنت قناة «العربية» عن إصابة مراسلها في سورية خلال القصف، تحدث ناشطون عن تفجيرات شديدة في احياء في حلب، من دون ان يتضح تعداد ضحاياها. وقالت لجان التنسيق المحلية ان ما لا يقل عن 75 شخصاً سقطوا بنيران قوات النظام أغلبهم في دمشق وريفها، وحلب وحمص وإدلب والرقة. فيما افادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن سقوط اطفال ونساء بين القتلى. كما سجل انفجار في شارع الحمرا وسط دمشق من دون ان تتضح تفاصيل حوله. وأسقط مقاتلون معارضون مروحية تابعة لقوات النظام في ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات عنيفة منذ ايام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان «تمكن مقاتلون من كتائب مقاتلة من اسقاط طائرة مروحية في منطقة البويضة التي تدور فيها اشتباكات عنيفة منذ ايام». وأرفق البيان بشريط فيديو يظهر فيه دخان اسود يتصاعد من جسم بعيد، بينما يقول المصور «الله اكبر تم تدمير طائرة هليكوبتر اسدية في الغوطة الشرقية». وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان ان «الجيش الحر أسقط طائرتين مروحيتين في ريف دمشق: الاولى في مرج السلطان والثانية في حمورية». واسقط مقاتلون معارضون خلال الاشهر الماضية طائرات حربية ومروحيات كانت تقوم بقصف تجمعات لهم او مناطق مختلفة. وتدور منذ ايام اشتباكات عنيفة في مناطق عدة في ريف دمشق سقط فيها عشرات القتلى. يأتي ذلك فيما سيطر مقاتلو المعارضة على مبنى مديرية الناحية في إحدى بلدات محافظات شمال سورية بعد اشتباكات استمرت اياماً. وقال المرصد في بريد الكتروني «سيطر مقاتلون من كتائب مقاتلة عدة على مبنى مديرية الناحية في بلدة دبسي عفنان (في محافظة الرقة) بعد حصار استمر لايام عدة». وأفادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) «الجهات المختصة تستهدف تجمعاً للارهابيين في منطقة دبسي عفنان بريف الرقة وتقضي على العشرات وتصيب آخرين». وكانت الوكالة اوردت في وقت سابق ان «الجهات المختصة تحبط محاولة تفجير سيارة مفخخة بحاجز في منطقة دبسي عفنان بريف الرقة». وشهدت البلدة اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب عدة حاصروا مبنى مديرية الناحية في محاولة للسيطرة عليه. وقتل 25 شخصاً على الأقل بنيران قوات النظام السوري أمس. وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن معظم القتلى سقطوا في دمشق وحلب وحمص ودرعا. وتعرض حي في جنوبدمشق تقطنه غالبية موالية للنظام للقصف بقذائف الهاون امس، بعد ليلة تواصل فيها القصف من قبل القوات النظامية على جنوب العاصمة، وفق ما ذكر المرصد وناشطون. وقال المرصد: «قصف مقاتلون من كتائب مقاتلة بقذائف الهاون شارع نسرين في حي التضامن (في جنوبدمشق) الذي تقطنه غالبية موالية للنظام من ابناء الساحل السوري ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية». وأظهر شريط بعنوان «اطلاق قذائف هاون في حي التضامن» بثه ناشطون على شبكة الانترنت، عدداً من المقاتلين يتناوبون على اطلاق قذائف هاون من حي شبه مهجور. ويسمع المصور وهو يقول «لواء الابابيل يدك معاقل النظام بقذائف الهاون». وأشار المرصد الى ان الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في عدد من حارات حي التضامن. وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) «اشتبكت وحدة من قواتنا المسلحة مع مجموعة ارهابية كانت تقوم بأعمال القتل والترويع والسلب والنهب والتخريب فى شارع الامين بحي التضامن في دمشق وقضت على معظم أفرادها». ونقلت عن مصدر مسؤول قوله ان «عدداً من أفراد المجموعات الارهابية لاذوا بالفرار باتجاه بلدة يلدا أمام ضربات قواتنا المسلحة تاركين وراءهم أسلحتهم وذخيرتهم»، مشيراً الى تدمير سيارة مفخخة كانت معدة لنقلها الى مكان آخر. وأشار المصدر نفسه الى ان «المجموعات الارهابية قامت بتصفية عدد من المواطنين بعد تقييدهم في محيط جامع الزبير في الحي». وكان سكان في دمشق افادوا «فرانس برس» انهم لم يتمكنوا من النوم طيلة الليلة الماضية بسبب اصوات الانفجارات التي كانت تتردد في العاصمة. وقال المرصد ان القوات النظامية قصفت بلدتي كفربطنا وعربين ومحيطهما في ريف دمشق مستخدمة الطائرات الحربية، وذلك بعد تعرض مدينة دوما وبلدتي المعضمية وعربين في ريف العاصمة للقصف من القوات النظامية. وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى وجود مئات الجثث المتحللة في مستشفى حرستا الوطني بريف العاصمة دمشق من دون معرفة تفاصيل عن توقيت مقتلها ومكانه. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، اشار المرصد الى ان الطيران الحربي السوري قصف مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. وتمكنت القوات النظامية في الايام الماضية من التقدم في اتجاه المدينة والسيطرة على جزء من الطريق السريع المؤدي اليها وعدد من القرى الواقعة بالقرب منه. في محافظة حمص، قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم لمقاتلين معارضين على حاجز في منطقة الحولة، وفق المرصد الذي كان افاد عن محاولة القوات النظامية اقتحام مدينة الرستن. في محافظة دير الزور (شرق)، تدور اشتباكات عنيفة «بين قوات الحرس الجمهوري السوري ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة في حي الجبيلة (في مدينة دير الزور) في محاولة للسيطرة عليه»، وفق المرصد الذي اشار الى ان غالبية سكان المدينة نزحوا عنها.