دارت اشتباكات ضارية بين مقاتلي «الجيش الحر» والقوات النظامية في ريف القصير في حمص وسط سورية، تضمنت سقوط قذائف في منطقة الهرمل داخل الاراضي اللبنانية، في وقت اتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب مجزرة وإعدامات ميدانية في بلدة تضم نازحي الجولان وتقع بين دمشق والهضبة المحتلة. وقتل 37 مقاتلاً في اشتباكات بين «جبهة النصرة» وأهالي قرية في شمال شرقي البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن اشتباكات عنيفة دارت امس بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في قرى في ريف القصير، وأن ستة مقاتلين معارضين قتلوا خلال اشتباكات مع اللجان الشعبية الموالية للقوات النظامية ساندها «حزب الله»، مشيراً الى قصف من القوات النظامية على القصير ومنطقة الحولة في ريف حمص. وكانت اشتباكات عنيفة تجددت منذ الصباح في قرى قادش والمنصورية والسعدية في ريف مدينة القصير، بعدما «تمكنت القوات النظامية من السيطرة على قرية الرضوانية في المنطقة». وكانت قوات النظام تقدمت في بعض المناطق وشملت السيطرة على بلدة آبل، في مقابل دخول مقاتلي المعارضة مطار الضبعة العسكري القريب من الحدود مع لبنان. وكانت مجموعات في «الجيش الحر» أعلنت الاسبوع الماضي انها قصفت مواقع ل «حزب الله» في لبنان رداً على مشاركة الحزب في العمليات العسكرية في القصير الى جانب قوات النظام. وقصفت قوات النظام امس بلدة مهين في ريف حمص، وبعض أحياء حمص القديمة مع حصول انفجارات. وقال المرصد ان اربعة عناصر من الكتائب المقاتلة قتلوا في حماة بينهم ثلاثة قتلوا في مكمن نصبته لهم القوات النظامية في حي طريق حلب في المدينة. وفي دمشق، استمرت العمليات العسكرية في قرى وبلدات عدة في ريف دمشق، وأفاد المرصد عن مقتل 69 شخصاً خلال اربعة ايام معظمهم من الرجال والمقاتلين في اشتباكات وقصف وإطلاق نار في بلدة جديدة الفضل. لكن المعارضة بثت اسماء 73 قتيلاً. وأوضح المرصد ان «القوات النظامية السورية حاولت فرض سيطرتها الكاملة على بلدة جديدة الفضل في ريف دمشق الغربي»، مشيراً الى ان القتلى هم فتيان دون سن ال16 عاماً وست سيدات و61 رجلاً بينهم عدد لم يحدد من المقاتلين. ونقل عن ناشطين ان القتلى سقطوا في «قصف وإعدامات ميدانية» نفذتها القوات النظامية واشتباكات. وطاولت الاشتباكات اطراف جديدة عرطوز. وتتألف جديدة عرطوز من غالبية مسيحية مع اقليتين درزية وسنية، وتتركز المعارك في المناطق السنية من البلدة. وفيما قالت مصادر موالية ان الجيش النظامي تقدم في الغوطة الغربية بما فيها جديدة الفضل وجديدة عرطوز وأن قوات الجيش «تسحق ارهابيين» في اشارة الى مقاتلي المعارضة وأن «الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة تستعمل في عمليات السحق»، اشارت مصادر معارضة الى ان جديدة الفضل وقعت تحت الحصار لبضعة ايام، حيث سقط الكثير من القتلى والجرحى بالسلاح الابيض مع حرق منازل في البلدة من جانب قوات النظام. وكتب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب امس ان الجديدة هي من «اكبر التجمعات» لأبناء محافظة القنيطرة، حيث لجأ اليها نازحون من المناطق المنكوبة مثل الحجر الاسود والتضامن والقدم وداريا ونهر عيشة والذيابية معقل نازحي هضبة الجولان. وتابعت المصادر ان الحصار شمل قطع الاتصالات عن البلدة وتعرضها لقصف مدفعي وجوي، قبل اقتحامها من قوات النظام وقتل الأهالي وحرق المنازل في حي الموالي، مشيرة الى عدم وجود مقاتلي «الجيش الحر» في البلدة حيث انها شكلت مأوى للنازحين. لكن مصادر اخرى قالت ان الحصار على البلدة كان «مرعبا وأن القصف شمل استخدام اسلحة ثقيلة ومحاولات اقتحام من كل الجهات، وسط مقاومة شديدة من عناصر «الجيش الحر» الذي دمر عناصره دبابتين للنظام وقتلوا عدداً كبيراً من جنوده». وتقع جديدة عرطوز شمال جديدة الفضل، وتفصلهما بلدة داريا عن دمشق. وذكر المجلس المحلي لداريا في بيان ان المدينة شهدت «قصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً» بالتزامن مع تجدد الاشتباكات صباحاً على الجبهتين: الجنوبية لجهة بلدة صحنايا، والغربية لجهة المعضمية وجديدة عرطوز. وقتل شخصان في معارك المعضمية السبت، وفق المرصد. وأشار بيان المجلس المحلي في داريا الى وجود «حشود عسكرية كبيرة على الجبهة الجنوبية من المدينة تقدر بما يزيد على ثلاثين آلية من دبابات وعربات وآليات أخرى وأعداد كبيرة جداً من الجنود». وفيما نفذت قوات النظام حملة دهم وتخريب للممتلكات في منطقة باب مصلى وسط دمشق على وقع قصف جوي على الأحياء الجنوبية للمدينة، افاد المرصد بأن مدينة دوما وبلدة عين ترما في الغوطة الشرقيةلدمشق، تعرضتا للقصف من جانب القوات النظامية فجر امس. وبث ناشطون فيديو لسقوط صاروخ على مدرسة في بلدة العتيبة في الغوطة الشرقية. وتجدد امس القصف المدفعي على حيي برزة البلد والقابون ومنطقة الكراجات في طرف دمشق الشمالي. وشهدت مدينة يبرود بين دمشق وحمص في وسط البلاد، اطلاق نار من جانب قائد كتيبة مقاتلة على تظاهرة خرجت ضد النظام. وفي ادلب في شمال غربي البلاد، تعرضت قرى وبلدات البارة وكفرومة ومعرشورين في جبل الزاوية في ريف ادلب للقصف من القوات النظامية. وتجدد القصف على بلدة سراقب على الطريق بين حماه في الوسط وحلب في الشمال. وأفاد المرصد عن تعرض المناطق الجنوبيةوالغربية في بلدة السفيرة شرق مدينة حلب لقصف من القوات النظامية ما ادى الى مقتل رجلين، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي الواقع ايضاً شرق المدينة و»أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وبث معارضون فيديو، تضمن إلقاء امين فرع حزب «البعث» في حلب هلال هلال كلمة في تأبين رئيس قوات «كتائب البعث» في المنطق حبيب علي سلمان الذي قتل على ايدي قوات المعارضة الاسبوع الماضي. وتعهد هلال وهو يرتدي الزي العسكري ب «الثأر لكل الشرفاء»، قائلاً ان «معركتنا مستمرة مع الجراثيم والحثالة». وفي الشرق من حلب، قتل عدد من المواطنين إثر «استهداف باص لنقل الركاب بقذيفة بالقرب من جسر السياسية عند اطراف مدينة دير الزور»، وفق المرصد الذي اشار ايضاً الى مقتل سيدة وثلاثة اطفال اشقاء نتيجة قصف القوات النظامية لبلدة الخريطة في ريف دير الزور. وقال المرصد ان 37 شخصاً قتلوا خلال اشتباكات دارت في بلدة المسرب بين مسلحين من القرية ومقاتلين من «جبهة النصرة»، واستمرت عشرة ايام، قامت خلالها القوات النظامية بتسليم اسلحة الى مسلحي القرية وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 17 من اهالي القرية وأسر 13 منهم وقتل 20 من «جبهة النصرة» بينهم 14 سورياً وستة عرب. وأفاد المرصد بأن «النصرة» حصلت على «فتوى شرعية بهدم وإحراق منازل المسلحين من القرية». وبين دير الزور والحدود مع العراق شرقاً، تجددت الاشتباكات فجراً في محيط الفرقة 17 لساعات عدة، ولم تسجل غارات جوية على المدينة او محيطها حتى ظهر امس. لكن تم قصف قرية العجاج القريبة من قرية الايعيوج التي يتمركز فيها الرتل القادم من اللواء 93، علماً ان هذا اللواء والفرقة 17 ومطار الطبقة العسكري، هي المراكز العسكرية للنظام في المحافظة بعد سيطرة المعارضة على قلب مدينة الرقة بداية الشهر الماضي. وقتل امس شيخ عشيرة في محافظة الرقة عبدالرحمن محمد الفرج إثر سقوط قذيفة على منزله في قرية الصفصافة في ريف الرقة. وفي اقصى جنوب البلاد بالقرب من الحدود مع الاردن، تعرضت بلدات الجيزة وجاسم ونمر في ريف درعا للقصف من جانب القوات النظامية، وقتلت طفلة متأثرة بجروح أُصيبت بها جراء القصف على حي طريق السد في المدينة.