يُعلن رئيس الوزراء الإيطالي المكلّف بيير لويجي بيرساني غداً نتائج محاولته لحشد غالبية برلمانية للحكومة الجديدة، فيما تتمثل عقدة التشكيل الرئيسة في عدم امتلاك أي من القوى الأربعة في مجلس الشيوخ الغالبية الكافية لضمان نيل الحكومة المؤلفة الثقة. وفيما ترفض كتلة الممثل الكوميدي بيبي غريلو التي تضم 50 سيناتوراً وتلعب دور «بيضة القبان» لأي خطوة لاحقة، دعم حكومة يرأسها بيرساني، جدّد رئيس الحكومة السابق سيلفيو بيرلسكوني دعوته رئيس الوزراء المكلف الى تشكيل حكومة «توافق وطني تضم الحزب الديموقراطي وحزب بيرلسكوني (شعب الحريات)»، وطالب بمنح منصب نائب رئيس الوزراء الى الأمين العام لحزب «شعب الحريات» انجيلينو الفانو. لكن بيرساني رفض عرض بيرلسكوني جملة وتفصيلاً، ما دفع مراقبين الى وصف القرار بأنه «انتحار سياسي للحزب الديموقراطي واليسار، ومنطلق لسيادة مطلقة لحركة (5 نجوم) للكوميدي غريلو في الانتخابات المقبلة، لأن أي تحالف لبيرساني مع بيرلسكوني سيزيد عدد رافضي الحزب الديموقراطي الذين سيلتحقون بحركة غريلو. ورغم شبه استحالة نجاح مهمة تشكيل رئيس الوزراء المكلّف الحكومة الجديدة، يؤكد مقربون منه أمله بتكرار ما حصل خلال انتخاب رئيس مجلس الشيوخ القاضي السابق بييترو غراسو، عبر تصويت 12 سيناتوراً من كتلة غريلو لمصلحته. ويسعى بيرساني الى نيل التكليف الكامل من الرئيس جورجو نابوليتانو وأداء القسم، والذهاب إلى أحد مجلسي النواب أو الشيوخ، من اجل تحقيق هدفين، أولهما وضع القوى السياسية أمام مسؤولياتها، في ظل الوضع الحرج الذي يواجه البلاد والذي يتطلب إنجاز معجزات، أما الثاني فإبقاء الحكومة رغم الإخفاق في مجلس الشيوخ كي تستطيع إدارة الانتخابات المقبلة المقررة بعد 3 اشهر. يذكر أن الدستور الإيطالي يسمح بممارسة مهماتها بمجرد أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس، والمثول أمام البرلمان خلال فترة عشرة أيام من أداء قسم اليمين، ثم البقاء في الحكم لتصريف الأعمال خلال الفترة التي تلي حل البرلمان وتسبق انتخابات جديدة. وأعلن بيرلسكوني السبت الماضي بدء حملته الانتخابية للجولة المقبلة، داعياً أنصاره إلى العمل «منذ الآن لتحقيق نجاح أكبر يُعيد يمين الوسط إلى الحكم». وشدد بيرلسكوني أمام حشد كبير تجمع في ساحة الشعب بروما، على ضرورة شغل شخص «معتدل من يمين الوسط» منصب الرئيس المقبل، معتبراً سعي يسار الوسط إلى الاحتفاظ بأعلى منصب في الدولة، كما حصل دائماً، بمثابة «انقلاب سنقف ضده عبر إنزال جمهورنا إلى الساحات».