تضاءلت احتمالات نجاح رئيس الحزب الديموقراطي الإيطالي بيير لويجي بيرساني في تحقيق توافق حول سعيه الى نيل مساندة برلمانية في مجلس الشيوخ، لتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما صفقت حركة «5 نجوم» بزعامة الممثل الكوميدي السابق بيبّي غريلّو، الباب في وجهه، مؤكدة أن نوابها «صوّتوا بالإجماع ضد منحه الثقة»، عكس ما حدث لدى التصويت على رئاسة مجلس الشيوخ قبل أسبوع. وقال رئيس مجموعة الحركة في مجلس الشيوخ فيتو كريمي: «لدينا خيار واحد، وهو أن يمنحنا رئيس الجمهورية خيار تشكيل الحكومة لوحدنا». وبسقوط احتمال استمالة الحركة الاحتجاجية إلى جانبه، يبقى خياران أمام بيرساني: إما أن يعيد التكليف إلى رئيس الجمهورية جورجو نابوليتانو، أو أن يُقنع الرئيس بتكليفه بالكامل بتشكيل الحكومة والمثول أمام البرلمان، لمحاولة «وضع القوى السياسية أمام مسؤولياتها الوطنية، في الظرف العصيب الذي تمر به البلاد واقتصادها». وثمة احتمال ضئيل لموافقة نابوليتانو على هذا الطلب، كونه طالب بيرساني بتأمين غالبية، قبل التكليف النهائي. وفيما يُنتظر أن تُعلن وكالة «موديز» خفضاً اضافياً في تصنيف إيطاليا، لمجرّد الإعلان عن إخفاق بيرساني في مسعاه، ثمة سيناريوات محدودة أمام نابوليتانو، تتلخّص بأحد خيارين: إما أن يُكلّف رئيس مجلس الشيوخ بييرو غراسّو تشكيل الحكومة، وتحري إمكان ذلك، وإما أن يكلّف شخصية من خارج الخريطة السياسية، تشكيل ما يعُرف الآن ب «حكومة الرئيس»، ويُرجّح في هذا الوضع أن تُناط المهمة بوزيرة الداخلية آنّا ماريّا كانتشّلييري التي يُرجّح أن تشكّل حكومة مستقلّة عن الأحزاب، ولكن من دون أن يكون طابعها تكنوقراطياً، على شاكلة حكومة ماريو مونتي. وكان بيرساني رفض في الساعات الأخيرة، طلب حزب سيلفيو بيرلوسكوني تشكيل حكومة وفاق وطني، تستند الى مساندة الحزب الديموقراطي وحزب بيرلوسكوني (شعب الحرّيات). وبرّر بيرساني رفضه ب «استحالة تشكيل حكومة تغيير كما نطمح، مع القوة التي أعاقت التغيير كل هذه السنين»، وبسبب «المقايضة» التي عرضها بيرلوسكوني حول رئاسة الجمهورية، اذ كان لمّح في الأيام الماضية الى ضرورة اختيار شخصية وطنية من خارج إطار اليسار، لكنه عاد وشدّد في الساعات الأخيرة على مبدأ «إمّا أنا (بيرلوسكوني) أو (مساعده) جانّي ليتّا، في قصر الرئاسة»، ما اعتبره بيرساني وأنصاره في الحزب الديموقراطي محاوله «لي ذراع مرفوضة». واعتبر حزب بيرلوسكوني أن الحوار انتهى مع بيرساني، اذ رأى ان الأخير «لم يعِر أي اعتبار لعروضنا وموقفنا المسؤول، وأوصد الباب منذ اليوم التالي لإعلان نتائج الانتخابات، أمام أي حوار حول مستقبل البلاد».