استقرت أسعار الذهب أمس بعد التدهور الذي سجلته في نيويورك أول من أمس وكان الأكبر منذ 30 عاماً بسبب تباطؤ النمو في الصين ومعلومات عن سعي قبرص إلى بيع احتياطها. وأكدت المحللة في مجموعة «آي جي ماركيتس» في سنغافورة كيلي تيو أن «سرعة الانخفاض وحجمه صدما الجميع، وأتوقع استمرار تراجع الأسعار هذا الأسبوع». وكان الذهب أغلق عند 1360,60 دولار في نيويورك أول من أمس، متراجعاً أكثر من تسعة في المئة عن إقفال نهاية الأسبوع الماضي، وبعدما خسر خلال الجلسة 10.9 في المئة في اكبر تراجع منذ العام 1983. وفي لندن أيضاً تراجع سعر أونصة الذهب إلى 1395 دولاراً أول من أمس في مقابل 1535,50 سجلها نهاية الأسبوع الماضي، أي بانخفاض نسبته 9,15 في المئة، كما خسرت العقود الآجلة تسليم حزيران (يونيو) نحو 11 في المئة من قيمتها. وإلى جانب التراجع الكبير في سعر الذهب الذي يعتبره المستثمرون ملاذاً آمناً في زمن الأزمات والخوف من المجازفات، شهد أول من أمس مستوى تاريخياً لجهة حجم المشاركة في السوق، إذ سُجل أكثر من 620 ألف عملية تبادل لعقود حزيران. وفي المجموع خسر الذهب في الجلستين الأخيرتين أكثر من 200 دولار للأونصة، وهو أعلى رقم يُسجل منذ نحو 40 عاماً في الولاياتالمتحدة. الأسعار وارتفع سعر الذهب أمس 3.6 في المئة إلى أعلى مستوى للجلسة مسجلاً 1401.24 دولار للأونصة بعد خسارة قياسية في الجلسة السابقة، مدعوماً بشراء في السوق الحاضرة وتراجع الدولار في مقابل اليورو. وزاد السعر الفوري للذهب ثلاثة في المئة إلى 1393.11 دولار بعدما هبط إلى 1321.35 دولار، وهو أدنى سعر منذ كانون الثاني (يناير) 2011. وزادت أسعار عقود الذهب الأميركية تسليم حزيران (يونيو) 2.4 في المئة إلى 1394 دولاراً بعدما هبطت أكثر من اثنين في المئة إلى أدنى مستوى في عامين. وارتفع البلاتين في السوق الفورية 2.7 في المئة إلى 1437 دولاراً، والبلاديوم 3.5 في المئة إلى 672 دولاراً، والفضة أربعة في المئة إلى 23.51 دولار بعدما خسرت 12 في المئة أول من أمس. إلى ذلك، من المؤكد أن التراجع الكبير في أسعار الذهب سيضر بأرباح شركات التعدين التي تعاني بالفعل ارتفاع التكاليف، ما قد يدفع بعض الشركات إلى إعادة التفكير في إنفاقها الرأس مالي. وتراجعت أسهم شركات استخراج الذهب في اليومين الماضيين إذ إن توقعات مشتريات البنوك المركزية من المعدن والمخاوف من أن تقلص الولاياتالمتحدة برنامجها للإنعاش النقدي دفعت بأسعار المعدن النفيس إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين. وعلى رغم استبعاد إمكان أن يؤثر تراجع الأسعار في أرباح شركات التعدين تماماً، إلا أنه سيقلص التدفقات النقدية إذ مازالت هذه الشركات تشعر بوطأة عمليات الاستحواذ الباهظة التي تمت في ذروة دورة أسعار المعدن الأصفر. وأغلق مؤشر الذهب العالمي «ستاندرد أند بورز تي أس اكس» منخفضاً 9.3 في المئة بعدما لامس أدنى مستوى منذ نهاية عام 2008. وجاء هبوط أسعار الذهب في وقت تحاول فيه شركات التعدين استعادة المستثمرين الذين ابتعدوا عن القطاع بعد سلسلة من عمليات الاستحواذ المخيبة للآمال متعهدة بخفض التكاليف والتركيز على تحقيق عوائد للمساهمين وليس النمو. العملات وعلى صعيد العملات، فقد صعود الين قوة الدفع أمس مع استقرار أسعار الأسهم والسلع الأولية، ولكن استمر قلق المستثمرين من أن يذكي تراجع آخر في أسعار الذهب الطلب على العملة اليابانية التي تعد ملاذاً آمناً. وارتفع الين خلال الأيام القليلة الماضية مستفيداً من الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد العالمي والأسواق المالية بعد بيانات صينية ضعيفة وانخفاض حاد في أسعار الذهب تزامنت مع تفجيرات بوسطن، لتدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة. ولكن الين توقف عن الصعود أمس وأكد مستثمرون أن اتجاهه مازال نزولياً في الأجل المتوسط. وارتفع الدولار واحداً في المئة إلى 97.90 ين، ولكنه مازال منخفضاً نحو اثنين في المئة عن أعلى مستوياته في أربع سنوات البالغ 99.95 ين والذي سجله الأسبوع بعدما أعلن البنك المركزي الياباني عن حزمة إنعاش ب 1.4 تريليون دولار في 4 الجاري. وصعد اليورو 1.5 في المئة إلى 128.03 ين، و0.1 في المئة إلى 1.3055 دولار، كما زاد الدولار الأسترالي 0.6 في المئة إلى 1.0370 دولار.