رصد مركز أبحاث إعادة إعمار عين زبيدة خلال ال 10 أعوام الماضية، فقدان عدد من الآثار التاريخية التي تعود لأكثر من 1200 عام، وسط شكوك بغياب حسن النية وراء اختفائها، إذ إن بعض الآثار أزيلت باحترافية عالية مما يدل على احتمالية سرقتها، فيما تم تدمير البعض الآخر منها نتيجة للتعديات وبعض المشاريع حول المشاعر المقدسة. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة ورود شكوى إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة بسبب تعدي إحدى الشركات الإنشائية على عدد من «البازانات» ومجرى لعين زبيدة في حمى مشعر مزدلفة، مشيرة إلى أن الشكوى تضمنت طلب توجيه بإيقاف هذه التعديات التي جاءت على مجرى العين، وبالأخص على امتداد طريق رقم ثمانية قبل الوصول إلى مشعر عرفة. من جهته، أكد المشرف العام على أبحاث إعمار عين زبيدة الدكتور عمر أبو رزيزة ل «الحياة» فقدان عدد من القطع الأثرية الثمينة خلال ال 10 أعوام الماضية، منها لوحة في المؤذنين بعين زبيدة التي يعود عمرها لأكثر من 700 عام، إضافة إلى اختفاء عدد من الحنفيات الصخرية والبازانات، مشيراً إلى أنها اختفت بطريقة احترافية. وحول التعديات التي أزيل بسببها عدد من القنوات التاريخية للعين، أوضح الدكتور أبو رزيزة أن شركات إنشائية هدمت كثيراً من القنوات المائية، لعدم إدراكها للقيمة التاريخية فيها، مؤكداً أن إزالة أي قناة أو تخريبها لا يمكن إعادة بنائها من جديد، وأن التعديات ما زالت مستمرة، فيما تلاحق الجهات المختصة المعتدين، بيد أنها لم تستطع إيقافهم. وأوضح أن التعديات هي أم المشكلات وهي سبب مهم في إعاقة التنمية والتطوير، وأن آثارها السلبية تطال الجوانب الاقتصادية، الاجتماعية، والبيئية وحتى الأمنية، مبيناً أن آخر أعمال الصيانة للعين التاريخية التي تعود لأكثر من 12 قرناً كانت في عهد الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة. يذكر أن عين زبيدة تعد أول مشروع مائي في التاريخ، ومن أهم المشاريع الهندسية التي نفذت في الدولة العباسية في آواخر القرن الثامن، إذ سميت على زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد التي أمرت بإنشائها، وتجمع عين زبيدة المياه من أعالي وادي النعمان ومن مساقط جبال السرات، ومن ثم تلج إلى الأرض وتجمع في القناة وتتوزع في مجار بنيت على درجة انحدار دقيقة، تسمح بنقل المياه من أعالي الوداي حتى تصل إلى عرفة، لتتوزع إلى خزانات عدة، ومن ثم تنحدر في قنوات وتستمر حتى الوصول إلى مزدلفة.