كشفت حفريات أعمال البناء والإعمار الجارية حاليا بحي الجميزة بمكةالمكرمة عن مجرى عين زبيدة الذي يصب في حوض أبي طالب أمام مقبرة المعلاة، جاء ذلك اثناء أعمال الحفر الجارية بموقع أرض يملكها أحد المواطنين سيقام عليها برج سكني وذلك حينما فوجئ العمال بآثار تاريخية لعين زبيدة على عمق 50سم تحت الأرض دون ان يبلغوا الجهات المعنية، وبينما كان المستشار الشرعي لعين زبيدة يقوم بجولة على بعض مواقع الأعمال اكتشف الأثر المفقود وتم استدعاء عدد من كبار السن بالحي الذين أكدوا تذكرهم هذه الاثار لعين زبيدة والتي طمستها أعمال البناء التي شهدها الحي خلال الخمسين عاما الماضية ومع ظهور الأثر التاريخي توافد الاهالي لالتقاط الصور للذكرى. وقال الدكتور صالح بن سليمان الحويس المستشار الشرعي لأوقاف عين زبيدة ان ادارته مهتمة بالدرجة الاولى بالمجرى من الناحية الحقوقية والتاريخية مشيرا الى ان الكثير من ملامحها كان ظاهرا على الأرض، ولكن بعد التوسع العمراني اختفت المعالم وخلال الأسبوع الماضي مررت بالموقع الذي تم إزالته وحفره لإنشاء مبنى سكني فلاحظت مجرى عين زبيدة وبعد توثيقه بالصور توجهت لمكتب عمدة حي الجميزة ظافر البيشي وحضر أحد كبار السن الذي سبق له التعريف بالموقع، وبالوقوف عليه ميدانيا استذكر أشياء تؤكد أنه المجرى. وعن الإجراء الذي سيتم اتخاذه في الموقع الذي اكتشف فيه المجرى قال يتم التفاهم حاليا مع صاحب الأرض وإذا لم يقتنع هناك جهات قانونية تفصل في القضية،، ونحن لا ننازعه على ملكية الأرض،، ولكن فقط حق عين زبيدة في المجرى وحرمه المقرر شرعًا ونظامًا. ولفت الى ان مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعادة إعمار عين زبيدة يحظى باهتمام كبير برئاسة الدكتورعمر أبو رزيزة واجراءاته بمكة تحتاج الى وقت طويل أما خارجها في منطقة المشاعرالمقدسة ووادى نعمان فالعلامات الخاصة به أوضح، ولفت الى تحديد المخزون الاستراتيجي في وادي نعمان فضلا عن دراسة على موضوع حقوق مجرى العين مؤكدا اهمية المحافظة على هذا التراث التاريخي لعين زبيدة التي سقتنا 1200عام بالطرق النظامية الشرعية. وقال ان مجرى عين زبيدة قبل خمسين عاما كان ظاهرا على الأرض بارتفاع 50 سم أو أكثر في منطقة الجميزة ومع مرور السنين أصبح تحت الأرض بنصف متر. يذكر ان السيدة زبيدة زوج الخليفة هارون الرشيد هي صاحبة فكرة هذا المشروع حينما لاحظت أثناء حجها مدى العنت الذي يعانيه الحجّاج والمعتمرون نتيجة شُح المياه، فأمرت بإجراء عين وادي النعمان -إلى عرفة سنة 174ه / 791م. ووفقت لذلك وصل الماء زلالًا إلى عرفة ومزدلفة، وأصبح قريبًا من منى، فيما يُعرف ببئر زبيدة، وفي العصر العثماني، عام 979ه/ 1571م، قيّض الله كريمة السلطان سليمان خان لإعمار العين، فوجهت المهندسين والفنيين والبنائين وكانواقرابة (1000) شخص من مختلف الدول الإسلاميّة لإعماره، وظل هذا المشروع يسقي الحاج والمعتمر والمقيم والمجاور لمدة تربو على 1200 عام.