ستُدعى أكثر من ألفي شخصية للمشاركة في تشييع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر الأربعاء المقبل، لكن لندن لن تدعو الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر، في خطوة قد تعمّق نزاع البلدين على جزر «فوكلاند». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر حكومي أن دعوة ممثلين من كل الدول التي لبريطانيا علاقات ديبلوماسية «طبيعية» معها، بروتوكول معتاد، لكنه استدرك أن عائلة ثاتشر اعترضت على دعوة كيرشنر. وأضاف أن «المسألة هي الالتزام برغبة عائلتها»، لافتاً إلى مناقشات لتحديد هل يمكن دعوة ممثل أدنى مستوى للأرجنتين. وكانت ثاتشر التي توفيت الإثنين الماضي، أمرت عام 1982 باستعادة جزر «فوكلاند» جنوب المحيط الأطلسي، بعدما غزتها قوات أرجنتينية. وتسعى كيرشنر بإلحاح الى إعادة التفاوض على الجزر. وتشمل لائحة المدعويين أكثر من ألفي شخصية، بينها كل الرؤساء الأميركيين الأحياء ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون وممثل الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نلسون مانديلا، إضافة إلى أصدقاء للراحلة وممثلين لمئتي دولة ومنظمة. لكن ناطقاً باسم ميخائيل غورباتشوف، آخر زعماء الاتحاد السوفياتي، أعلن أن الأخير لن يتمكن من حضور التشييع، بسبب وضعه الصحي. وقال جيروم دوبو، وهو عضو محافظ في مجلس بلدية باريس، إنه سيقترح أن تكرم العاصمة الفرنسية ثاتشر، من خلال إطلاق اسمها على أحد شوارعها. لكن قيادياً شيوعياً ردّ مقترحاً إعادة تسمية ساحة أو شارع على اسم بوبي ساندز، وهو سجين من «الجيش الجمهوري الإرلندي» توفي عام 1981 خلال إضرابه عن الطعام، احتجاجاً على الحكم البريطاني في إرلندا الشمالية. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أشاد بثاتشر، إذ قال خلال جلسة خاصة لمجلس العموم الأربعاء، إنها «رسمت حدود خريطة سياسية، ما زلنا نعمل استناداً إليها حتى الآن، وصنعت مناخاً سياسياً وتاريخاً، وجعلت بريطانيا عظيمة مجدداً». وأردف أن الراحلة «لم تخشَ خوض معركة، وأدى ذلك إلى إثارة جدل وصراع، بل وإلى انقسام. لكن، نظراً إلى ما حدث الآن، كثير من ذاك الجدل لم يعد كذلك إطلاقاً».