تحدّت واشنطن تهديدات بيونغيانغ أمس، إذ نفذت مقاتلتان خفيتان من طراز «بي-2» القادرتان على حمل سلاح نووي، تدريباً فوق كوريا الجنوبية. ويرجّح أن يغضب ذلك كوريا الشمالية التي كانت هددت بإطلاق صواريخ على الأراضي الأميركية أو جزيرتي غوام وهاواي في المحيط الهادئ، رداً على الطلعات التدريبية لتلك المقاتلات فوق كوريا الجنوبية. وأعلنت قيادة القوات الأميركية في كوريا الجنوبية أن المقاتلتين من طراز «بي-2» انطلقتا من قاعدة وايتمن لسلاح الجو في ميسوري وسط الولاياتالمتحدة، وأطلقتا ذخيرة وهمية على أهداف في جزيرة كورية جنوبية، قبل عودتهما إلى قاعدتهما. وأشارت إلى أن هذه المهمة التي تندرج في إطار مناورات عسكرية سنوية بين سيول وواشنطن، «تدل على قدرة الولاياتالمتحدة على شنّ ضربات بالغة الدقة على مسافة بعيدة، بلا تأخير وبلا قيود». وشدد الجيش الأميركي على أن مقاتلات «بي-2» تُعدّ «عنصراً مهماً في قدرة الردع التي تملكها الولاياتالمتحدة في منطقة آسيا - المحيط الهادئ». و «بي-2» التي يصل مدى عملها إلى 11 ألف كيلومتر، مُعدّة لمهمات خاصة للقصف الاستراتيجي من علو مرتفع (حتى 15 ألف متر) وراء خطوط العدو. وهذه المقاتلات المعروفة ب «الشبح»، لا يمكن رصدها وتحلّق بسرعة الصوت ويمكنها حمل حتى 18 طناً من السلاح التقليدي أو النووي. في غضون ذلك، أبلغ وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل نظيره الكوري الجنوبي كيم كوان جين «التزام الولاياتالمتحدة الثابت الدفاع عن كوريا الجنوبية، خصوصاً في هذه الفترة من التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية». وناقش الوزيران معاهدة عسكرية جديدة أبرمها البلدان الأسبوع الماضي، تنصّ على ردّ مشترك على أي استفزاز، ولو كان بسيطاً من بيونغيانغ، مثل توغل «محدود» للجيش الكوري الشمالي في الجنوب. وكانت بيونغيانغ أعلنت الأربعاء، قطع آخر خط عسكري ساخن مع الجنوب، يُستخدم يومياً للتعامل مع الكوريين الجنوبيين ممن يعملون في مجمّع كايسونغ الصناعي الذي يديره البلدان وأُسِّس على الحدود عام 1984، بوصفه رمزاً للتعاون بينهما. واعتبرت الدولة الستالينية أن لا حاجة لاتصالات عسكرية بين الكوريتين اللتين قد تخوضان «حرباً في أي لحظة». وعلى رغم ذلك، بقي مفتوحاً، معبر حدودي بين الكوريتين أتاح دخول كايسونغ لحوالى 200 شخص و166 سيارة تحمل نفطاً ومواد، بعدما استخدمت كوريا الشمالية خط اتصالات هاتفية منفصلاً.