أجّجت كوريا الشمالية التوتر مع كوريا الجنوبية أمس، بإعلانها قطع آخر خط عسكري ساخن بينهما، معتبرة أن لا حاجة لاتصالات عسكرية بين الكوريتين اللتين قد تخوضان «حرباً في أي لحظة». واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قرار كوريا الشمالية، «خطوة أخرى استفزازية وليست بناءة». والخط العسكري الذي جمّدته الدولة الستالينية، يُستخدم يومياً للتعامل مع الكوريين الجنوبيين ممن يعملون في مجمّع كايسونغ الصناعي الذي يديره البلدان وأُسِّس على الحدود العام 1984، بوصفه رمزاً للتعاون بينهما. وتشغّل 123 شركة كورية جنوبية في المجمّع، أكثر من 50 ألف كوري شمالي في صنع أغراض منزلية. وقال مسؤولون في سيول إن 750 كورياً جنوبياً كانوا في المجمّع أمس. وأعلنت سيول أنها ستتخذ خطوات لتأمين سلامة العاملين في كايسونغ، وهو آخر مشروع مشترك بين الكوريتين، ويدرّ على بيونغيانغ بليوني دولار سنوياً. وآخر مرة جمّدت كوريا الشمالية الخط العسكري لكايسونغ، عَلِق مئات من الكوريين الجنوبيين في المجمّع. حدث ذلك العام 2009، احتجاجاً على مناورات عسكرية بين سيول وواشنطن. وانتظر الشمال اختتام المناورات التي دامت أسبوعاً، ليعيد تشغيل الخط العسكري وفتح الحدود أمام العاملين في المجمّع. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية عن ناطق عسكري قوله: «ستُقطع الاتصالات العسكرية بين الشمال والجنوب». وأبلغ نظيره الكوري الجنوبي قبل قطع الخط: «نظراً إلى إمكان اندلاع حرب في أي لحظة، لا حاجة لإبقاء الاتصالات العسكرية بين الشمال والجنوب. لا قناة حوار أو وسائل اتصالات بين كوريا الشمالية والولاياتالمتحدة، وبين الشمال والجنوب». وأضاف أن الخط سيبقى مقطوعاً طالما تابعت سيول ممارسات «عدائية عف عليها الزمن». واعتبرت وزارة إعادة التوحيد الكورية الجنوبية قرار بيونغيانغ «تدبيراً ليس مفيداً للتشغيل الآمن لمجمّع كايسونغ». وأشارت إلى أن ثلاثة خطوط ساخنة فقط ما زالت قائمة بين الكوريتين، وتُستخدم لتبادل معلومات حول حركة الطيران. وكانت الدولة الستالينية قطعت خطاً ساخناً يستخدمه الصليب الأحمر في البلدين، وآخر مع قوة الأممالمتحدة التي تقودها الولاياتالمتحدة في المنطقة المنزوعة السلاح بين الشطرين. وهددت بيونغيانغ سيول وواشنطن ب «حرب نووية»، وأعلنت إلغاء اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب الكورية (1950-1953)، بعدما شدد مجلس الأمن عقوباته عليها، إثر تنفيذها تجربة نووية ثالثة في شباط (فبراير) الماضي. وفي مؤشر إلى تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، ألقى جندي كوري جنوبي قنبلة يدوية على الحدود، ما أدى إلى إصدار إنذار استمر لفترة وجيزة. وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن الجندي اشتبه بشيء يتحرك في الظلام، ما أثار خشيته من تسلّل. وأرفقت بيونغيانغ قطعها الخط العسكري الساخن مع سيول، بهجوم على رئيسة الشطر الجنوبي بارك غيون هي، التي كانت حضت الدولة الستالينية على التخلي عن طموحاتها النووية لإنقاذ شعبها «الجائع». ودعا ناطق باسم لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا (هيئة دعائية رسمية في بيونغيانغ)، بارك إلى «مراقبة أقوالها»، مضيفاً: «إذا واصلت طريق المواجهة فلن تلاقي سوى خراب». في غضون ذلك، أعلنت وسائل إعلام في بيونغيانغ، أن اللجنة المركزية للمكتب السياسي للحزب الشيوعي ستعقد جلسة موسعة قبل نهاية الشهر، «لتناقش وتبتّ مسائل مهمة من أجل تطوير الثورة الكورية». واعتبرت أن الاجتماع سيشكّل «منعطفاً محورياً» في تحقيق العقيدة الكورية الشمالية. وفي واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية باتريك فنترال إن الولاياتالمتحدة «مستعدة للانخراط مع كوريا الشمالية، ولكن عليها التزام الاتفاقات الدولية والامتناع عن خطوات تحريضية». واكد ان واشنطن «مستعدة في شكل كامل للدفاع عن أراضيها وحلفائها» في المنطقة.