أعلنت كوريا الشمالية أمس، أنها وضعت وحداتها الصاروخية والمدفعية في حال تأهب، استعداداً لشنّ هجوم على الولاياتالمتحدة وقواعد عسكرية أميركية في جزر غوام وهاواي في المحيط الهادئ. وورد في بيان أصدرته «القيادة العليا» للجيش الكوري الشمالي أنها اتخذت «تدابير عسكرية عملية» لحماية سيادة الدولة الستالينية، رداً على «مؤامرات» تحيكها كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة. وأشار البيان إلى استخدام واشنطن، خلال مناورات عسكرية مع سيول، قاذفات استراتيجية من طراز «بي-52» نفذت طلعات فوق كوريا الجنوبية. وأضاف البيان أن «كل وحدات المدفعية، بينها تلك الاستراتيجية للصواريخ ووحدات المدفعية البعيدة المدى، ستوضع في حال تأهب قتالي رقم واحد» بحيث تكون جاهزة لشنّ هجمات على «كل القواعد العسكرية الأميركية في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، بينها أميركا الشمالية القارية، هاواي وغوام وكذلك في كوريا الجنوبية وجوارها». في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها لم ترصد أي مؤشرات إلى نشاط عسكري «مشبوه» لكوريا الشمالية، مشيرة إلى أنها تحلّل تهديد بيونغيانغ وستراقب الوضع. وعلى رغم نجاحها في إطلاق صاروخ باليستي، رأى خبراء أن بيونغيانغ لا تملك الخبرة التقنية لإطلاق صاروخ عابر للقارات يطاول الولاياتالمتحدة. كما أن هاواي وغوام تعتبران خارج مرمى الصواريخ المتوسطة المدى التي تطورها كوريا الشمالية، والتي تطاول قواعد أميركية في اليابان وكوريا الجنوبية. تزامن تهديد بيونغيانغ مع إحياء سيول الذكرى الثالثة لمقتل 46 بحاراً عام 2010، بطوربيد أغرق سفينتهم الحربية. ويتهم الجنوب الشمال بإطلاق الطوربيد، فيما تنفي بيونغيانغ تورطها بالحادث. واعتبرت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هي أن «الطريق الوحيد نحو استمرارية» النظام في الشمال، يكمن في تخليه عن برامجه النووية والباليستية. ودعت بيونغيانغ إلى «التغيير»، مضيفة في خطاب ألقته لمناسبة ذكرى إغراق السفينة: «كوريا الشمالية ما زالت تهدد أمننا القومي، وعليها أن تتخلى فوراً عن تفكيرها بأن الأسلحة النووية ستحمي نظامها». ووجّه وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان جين رسالة مفتوحة إلى العسكريين، تحدث فيها عن «احتمال ضخم» لتنفيذ كوريا الشمالية تهديداتها، مكرراً أن رد سيول على أي استفزاز لن يستهدف فقط مصدر الهجوم «بل القوات المساندة والتي أمرت به».