لا ينكر أي متابع لدوري زين وأصوات المدرجات في الملاعب إعجابه بما يفعله جمهور النادي الأهلي من ابتكارات وطرق تشجيع جديدة، جعلت روابط مشجعين في أندية محلية وخليجية تقوم باستنساخ هذا الجنون! ومع ذلك، فإن الأمر عند جمهور الأهلي لم يكن فقط مجرد أهازيج ونغم وأمواج بشرية، بل وصل إلى دعم لوجستي كان له دوره الواضح في تحفيز اللاعبين وفريق العمل كاملاً، من خلال وجودهم أينما حلّ الفريق. وللحق، فقد وجدت هذه الأدوار التي يقوم بها جمهور الأهلي ما قابلها من شكر وتقدير، فرمز النادي الأهلي الكبير الأمير خالد بن عبدالله، ما إن يتحدث في حوار أو من خلال تصريح مقتضب، إلاّ ويتطرق لدعم ووقوف ومساندة هذا الجمهور، ويرى أن الأهلي محسود بوجود هؤلاء العشاق. ولم يختلف رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد مع رمز الأهلي، حيث اعتبر أن جمهور الأهلي ثروته الحقيقية، وأن دورهم وصوتهم لا يمكن تجاهله، على اعتبار أن ما يقوم به المدرج الأهلاوي عمل مكمّل لما تقوم به أجهزة العمل بالفريق والنادي كافة. ومما يحسب لأصحاب القرار في النادي الأهلي، أنهم يؤكدون بالقول والفعل أن جمهور الأهلي شريك في اتخاذ القرارات، وهذا ما لا يحدث في أندية أخرى، فكثير من القرارات تمت بناءً على صوتهم ورأيهم، وفي هذا إشارة إلى الثقة في فكر وثقافة المدرج الأهلاوي. لكن خروج بعض الأصوات من المدرج الأهلاوي غاضبة ومعترضة ومحتجة وساخطة، وفي مرات متجاوزة، بحجة أن إدارة الأهلي اتخذت قراراً بإقالة مدرب الفريق التشيخي غاروليم، وأن هذا القرار من وجهة نظر هذه الجماهير خاطئ! ولو أن الأمر توقف عند ذلك، لكان يمكن وضعه في سياق الرأي ووجهة النظر، لكن أن يصل إلى اعتبار رئيس الأهلي لا يفهم، وأن مصلحة الأهلي لا تهمه، فهنا يكون المدرج الأهلاوي قد تجاوز حدود دوره، وانتقل إلى أن يلعب دور رئيس النادي! والحقيقة أن جمهور الأهلي جمهور محب وعاشق لناديه، لكنه يبقى جمهور تحكمه وتسيّره العاطفة، والدليل أنه صنع من التشيخي غاروليم أسطورة، وهذا ما أخّر كثيراً قرار الإدارة بإقالة المدرب، على رغم من قناعتها بعدم جدوى استمراره لأسباب تتعلق بمصلحة الفريق. ومن موقع المسؤولية، تجاوب رئيس الأهلي مع رئيس الهلال في طلبه بتأجيل لقاء الفريقين المقبل، مقدماً مصلحة الأهلي من دون النظر إلى أية اعتبارات أخرى أو تفسيرات، كون الأهلي سيلعب خمس مباريات في أسبوعين مابين محلية وخارجية. وحتى يكتمل جمال جمهور القلعة، فإن عليهم أن يتركوا أمور تسيير النادي للرئيس، فهو الأقرب والأعرف بما يتم في ناديه، وهو الأكثر حرصاً على مصلحة النادي بحكم موقع المسؤولية، وبحكم أنه محب وعاشق، وفوق ذلك فهو صاحب القرار. ولأنني أعرف الكثير من علاقة جمهور الأهلي بالرمز الأهلاوي وبرئيس النادي، فمن الطبيعي أن يثق الجمهور في أصحاب القرار، لأنهم يعملون من أجل الأهلي ورُقيه واستمراره منافساً، بل وبطلاً يملك قراره، ولأنه ليس نادياً صغيراً كما قال رئيس الأهلي، وليس تابعاً. [email protected] abdullahshaikhi@