لن تختلف مباراة اليوم بين الاتحاد والأهلي عن مبارياتهما السابقة، إلا في حالة واحدة فقط، وهي أن غطاءها هذه المرة هو الاتحاد الآسيوي، باعتبار أنها تأتي في إطار بطولته الناجحة «دوري أبطال آسيا». لا أريد هنا التقليل من قيمة المباراة ومكانتها وأهميتها، فهي حدث «تاريخي»، ولكنني أنظر من زاوية أخرى واسعة، غير تلك الزاوية الضيقة التي وإن أظهرت لك صورة، فإنها تخفي في جنبات أخرى صوراً أكثر أهمية. إن من حق محبي الناديين أن يتمنى كل منهم فوز فريقه وتأهله إلى المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا والفوز بكأسها، ليكون بذلك «سيد القارة» على مستوى الأندية، وينال مع ذلك شرف تمثيلها في بطولة أندية العالم. تلك حقوق مشروعة لجمهور الناديين خلال 180 دقيقة، هي عمر المباراتين اللتين ستجريان ذهاباً وإياباً، ما يعني أنه بعد انتهاء هذا الوقت لن يكون أمامنا إلا فريقاً واحداً، يجب أن نكون خلفه كافة، وحتى تتحقق هذه الأمنيات، فإن المطلوب من لاعبي الفريقين، أن يركزوا في الملعب والهدف الذي يسعون إليه، وأن يتحلوا بالروح الرياضية، ويبتعدوا عن الشحن الزائد الذي يؤدي عادة إلى انفلات الأعصاب، وبالتالي انفلات المباراة. ذلك أن المحصلة النهائية هي تأهل أحد الفريقين، إلا أن الأهم من ذلك هي صورتنا أمام مئات الملايين من المشاهدين والمتابعين في أكبر قارات العالم، كيف ستكون؟ وما هي الرسالة التي سنبعث بها اليوم ويوم الأربعاء بعد المقبل إلى الآسيويين كافة؟ إنها في نهاية الأمر كرة قدم، ورياضة قامت على حسابات الفوز والخسارة، ومتى ما نظرنا إلى الأمور بهذه الطريقة ومن هذه الزاوية، فإن الاتحاد والأهلي لن يكون غير المتأهل منهما خاسراً في حال بذل الجهد وقدم العطاء المطلوب داخل الملعب، وإذا كنت قد طالبت اللاعبين بالتحلي بالروح الرياضية، فإن على الجهات الأمنية أن تحكم سيطرتها على مداخل ومخارج الملعب، وأن تقضي على كل من يحاول إثارة المدرج بهتافات أو عبارات أو عوامل أخرى. وهنا لا بد أن يتعاون الجمهور في الناديين مع الجهات المنظمة في الملعب، سواءً أكانوا إداريين أم رجال أمن، وهم بذلك يساهمون في إخراج هذا الحدث والعرس الكروي التاريخي بالصورة التي ستعكس رقي الجمهور السعودي وتحضره. [email protected] @abdullahshaikhi