ينظم «الائتلاف لمناهضة العنصرية» ومركز «مساواة» لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل، تظاهرة الأربعاء المقبل قبالة «قرية الحكومة» في تل أبيب احتجاجاً على استفحال الاعتداءات العنصرية ضد المواطنين العرب في الداخل، وعلى صمت أركان الدولة العبرية على هذه الاعتداءات المتكررة في الأيام الأخيرة، رغم النشر المكثف عنها في وسائل الإعلام العبرية. وكانت سيدة عربية جاءت لزيارة صديقة يهودية في القدس، تعرضت أول من أمس لاعتداء من جانب قاصرين يهود متدينين هشموا زجاج سيارتها وأعطبوا دواليبها، ليس لسبب سوى لأنها «تبدو عربية»، كما اعترف المعتدون أمام الشرطة. وأفادت الشرطة الإسرائيلية أن الاعتداء على السيدة العربية هو رابع اعتداء على عرب خلال أسبوع ارتكب على خلفية عنصرية. وكانت سيدة عربية حامل تعرضت قبل عشرة أيام لاعتداء وحشي في الموقع ذاته من ثلاث شابات يهوديات عندما كانت تنتظر حافلة ركاب لتقلها إلى المستشفى، وبعد أن بصقت اليهوديات في وجهها وطالبنها بخلع الحجاب. وفي يافا، تعرض شاب (37 عاماً) إلى اعتداء جسدي عنيف نفذته مجموعة من الشباب اليهود أثناء وجوده في مكان عمله في مدينة تل أبيب، ما أدى الى إصابته بكسور في الجمجمة وفي إحدى عينيه نقل على أثرها للمستشفى لتلقي العلاج حيث خضع لعملية جراحية في الرأس. وقال أحد الأطباء إن الشاب اليافاوي نجا بأعجوبة من الموت بعد أن اخترقت إحدى الزجاجات الجمجمة، ما تسبب في نزيف دموي. ونهاية الأسبوع الماضي، تعرض شاب عربي آخر (43 عاماً) من الناصرة إلى اعتداء من أربعة شبان يهود متدينين في بلدة طبريا عندما كان يقضي وقته على شاطئ البحيرة برفقة زوجته. واعترف المعتدون أنهم اعتدوا على الرجل بعد أن تأكدوا أنه عربي، كما اعترف أحدهم بأن الأربعة وغيرهم كانوا وراء الاعتداء على العامل العربي في أحد شواطئ تل أبيب. وقال المعتدى عليه للشرطة إن الشبان الأربعة اعتدوا عليه بعد أن سمعوه يتحدث لزوجته باللغة العربية، فصرخوا طالبين منهما مغادرة المكان فوراً، لكنه ما كاد يرد حتى هاجموه بعنف وأصابوه في وجهه وهرب وزوجته من المكان وهو ينزف دماً، فنقلته زوجته إلى المستشفى حيث خضع لعملية في فكه ومكث في المستشفى عدة أيام. وأصدر «الائتلاف لمناهضة العنصرية» بياناً أمس ندد فيه بازدياد حالات العنف ضد العرب على خلفية عنصرية في الأسابيع الأخيرة، وطالب الحكومة بالاعتراف بكل المتضررين من الاعتداءات عليهم على خلفية عنصرية كمتضرري أعمال عدائية وفق القانون. واستهجن التحالف صمت سدنة الدولة العبرية من «النمط السلوكي الآخذ في الازدياد، إذ نكاد نشهد كل يوم تقريباً حوادث عنصرية جسدية جديدة». وقال إنه قرر تنظيم التظاهرة الاحتجاجية الأربعاء المقبل تحديداً قبالة مكاتب الحكومة في تل أبيب للاحتجاج على أن رئيس الحكومة وكبار الوزراء «لا ينبسون ببنت شفة ولا يدينون بشدة حوادث العنف الكثيرة التي تصبغ الدولة في الآونة الأخيرة». وحذر مدير هيئة مكافحة العنصرية المحامي نضال عثمان من أنه في حال «لم يحسن سدَنة الدولة، وعلى رأسهم رئيس الحكومة، وقف هذا المنحدر الزلق، فإن المرحلة المقبلة قد تكون أفدح خطراً وتراجيدية». كما طالب الشرطة بالتعامل مع العنصرية العنيفة بلا تهادن أو تسامح وأن تقوم بالتحقيق الجدي والقبض على الجناة وتقديمهم للمحكمة. وعقب المستشار القضائي في مركز»مساواة» المحامي سامح عراقي على استفحال الاعتداءات العنصرية بالقول إن «ازدياد مظاهر الكراهية والعنصرية، استوجب منا إقامة غرفة طوارئ لمتابعة هذه القضايا أمام الشرطة والجهات المختصة بهدف حضها على تكثيف جهودها من أجل تقديم مرتكبي هذه الاعتداءات إلى المحاكم والمساءلة القانونية واستكمال التحقيقات، إذ إن الوضع أصبح خطيراً جداً في ظل وتيرة تكرار هذه الأحداث العنصرية». وتابع أن العرب هم ضحايا هذه الأحداث لأنهم عرب، «والتربية العنصرية تمددت من الملاعب حتى الشارع وأماكن العمل». واعتبر أن العنصرية «أصبحت اليوم جزءاً من ثقافة المجتمع الإسرائيلي بعكس ما كانت سابقاً مقصورة على أطياف في الهامش الإسرائيلي».