في الوقت الذي دان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الاعتداءات على «الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود» متوعداً بمحاسبة الفَعَلة، تم الكشف عن شعار «الموت للعرب» و «كهانا على حق»، في أحد شوارع مدينة بات يام جنوب تل أبيب، وشعارات أخرى تطالب بطرد اللاعبين العرب من فريق «مكابي حيفا»، بطل الدوري الإسرائيلي بكرة القدم الذي يضم في صفوفه خمسة لاعبين عرب أساسيين، كل ذلك غداة الاعتداءات على مقبرة إسلامية وأخرى مسيحية في مدينة يافا الفلسطينية العريقة جنوب تل أبيب، وتدنيس عشرات القبور فيهما ومهر توقيع «جباية الثمن»، وهو التوقيع ذاته الذي يتركه غلاة المستوطنين في الضفة الغربية بعيْد كل اعتداء على الفلسطينيين. وكان نتانياهو تطرق صباح أمس في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته إلى الاعتداءات المتواصلة على الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين، والتي بدأت بحرق المسجد في قرية طوبا الزنغرية البدوية (واعتقال متطرف يهودي من مستوطنة في الضفة بشبهة ارتكاب الجريمة)، ثم على المقبرتين في يافا، وتعرض سطح كنيس يهودي في المدينة إلى زجاجة حارقة، وقال إن إسرائيل ليست مستعدة لإبداء التسامح تجاه أعمال تخريب ضد مواقع مقدسة تحديداً. وأضاف: «نحترم المشاعر الدينية والرغبة في التعايش باحترام متبادل من دون عنف بل برفاهية وسلام، لكننا لن نبدي أي تسامح تجاه من يعارضون هذه الأجواء، وسنتحرك بكل صرامة ضدهم، وأصدرت تعليماتي لقوات الأمن باعتقال الفعَلة وتقديمهم للمحاكمة». واعتبر القائد العام للشرطة يوحنان دنينو ظاهرة «جباية الثمن» خطيرة يجب استئصالها، مضيفاً أن المس بالرموز الدينية وبالأماكن المقدسة «خطير ومادة قابلة للانفجار لها انعكاساتها على الجمهور الواسع في الدولة». وأضاف أن من واجب الشرطة التيقن بأنها تقوم بكل ما يلزم من أجل اعتقال منفذي هذه الأعمال الخطيرة وجمع الأدلة وتقديمهم للمحاكمة. وتابع أنه يجب العمل بالتوازي على تهدئة الأوضاع والقيام بما يلزم من أجل الحفاظ على القانون والنظام». وزاد أنه أصدر تعليماته لمراكز الشرطة في أنحاء إسرائيل بوضع «خريطة بالأماكن المقدسة الحساسة» وبوجوب تحرك عناصر المخابرات لجمع أدلة عن مخططات للقيام بمزيد من أعمال التخريب. كما أمر بنشر قوات من الشرطة في محيط مساجد يُتوقع أن تكون عرضةً للاعتداءات. مع ذلك، شككت أوساط في الشرطة بأن يكون غلاة المستوطنين وراء الاعتداء على عشرات القبور في المقبرتين في يافا، كما ادعت أن الاعتداء لم يتم مساء يوم الغفران (السبت) إنما مطلع الأسبوع الماضي. وتعتقد الشرطة أن «فتية محليين» هم الذين ارتكبوا الأعمال التخريبية «كان هدفهم التخريب لا اكثر». ونفت منظمة مشجعي فريق «مكابي حيفا» أن يكون أي من أعضائها وراء الشعارات المطالبة بطرد اللاعبين العرب من الفريق، ونددت بها وبأعمال التخريب في المقابر، داعية الى اعتقال مرتكبيها لينالوا اشد العقاب. إلى ذلك، ترتفع أصوات في أوساط عرب الداخل بالتوجه الى المجتمع الدولي لتوفير حماية دولية للأماكن المقدسة في حال لم تتوقف الاعتداءات عليها. وتوجهت منظمات حقوقية محلية لعدد من سفارات الدول الأجنبية في تل أبيب لهذا الغرض. وأعلنت ناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية نشر تعزيزات صباح امس في يافا قرب الاماكن المسيحية والاسلامية الحساسة، مضيفة: «تلقى رجال الشرطة أوامر بالتصدي لأي استفزاز»، وقامت الشرطة بالاتصال بالقيادات الاسلامية والمسيحية في المدينة. وقال مسؤول الحركة الاسلامية في يافا الشيخ احمد عجوة، إن الحادث «نتيجة طبيعية للسياسات التي تنتهجها الحكومة (الاسرائيلية) التي يقودها اليمين المتطرف والتوجه الرسمي، من تحريض وإساءة وسن قوانين عنصرية ضد العرب والمسلمين». وأشار الى ان الحركة «تخشى وقوع امور اخطر» من تدنيس المقابر.