بعد أسابيع على الدعوة – الفتوى التي أصدرها نحو 300 رجل دين يهودي (حاخام) لليهود بعدم تأجير أو بيع شقق للعرب في إسرائيل، وقّعت عشرات من زوجات الحاخامات الأبرز والنافذين في أوساط اليهود المتدينين على رسالة وجّهنها للفتيات اليهوديات بعدم إقامة أية علاقة مع الأغيار، مثل القيام بخدمة مدنية أو العمل في أماكن يوجد فيها عرب كالشرطة والمستشفيات ولا حتى في السوبر ماركت. وبرر المبادرون إلى هذه الرسالة خطوة زوجات الحاخامات بوجوب منع اندماج الأغيار مع الشعب اليهودي. وجاء في مقدمة الرسالة: «أختي العزيزة، أنتِ تتبعين لشعب الله المختار، شعب مقدس وغالٍ، شعب ملك ملوك الملوك». وتتابع الرسالة محذرة اليهوديات من «العرب الذين يسمون أنفسهم بأسماء عبرية، ويتوددون من الفتيات اليهوديات ويعملون على إغرائهن ونيل إعجابهن، لكن بعد أن تقع الفتاة بيديه وفي قريته وتحت سيطرته، يصبح الوضع مختلفاً، إذ تتعرض للشتم والضرب والإهانة». وتتابع الرسالة: «من أجلك ومن أجل الأجيال المقبلة، وكي لا تعيشي معاناة قاسية، نتوجه إليك بطلب وبتوسل وبصلاة أن لا تخرجي (تقيمي علاقات) مع الأغيار ولا تعملي حيث هم موجودون أو تقومي بخدمة مدنية معهم». وتقف وراء الرسالة منظمة دينية تسعى الى منع الاندماج في شعب إسرائيل، وهي المنظمة التي نظمت قبل أسبوعين تظاهرة في مدينة بات يام جنوب تل أبيب ضد الأزواج المختلطة تحت عنوان: «بنات إسرائيل لشعب إسرائيل»، و«من أجل بات يام مدينة يهودية». ورفضت مديرة المنظمة والمبادرة إلى الرسالة الجديدة عنات غوبشتاين اعتبار الدعوة عنصرية، وقالت للإذاعة العسكرية أمس إن مردها «المحاولات المتواصلة لطمس الهوية اليهودية للدولة وتحويلها إلى دولة جميع مواطنيها». واعتبرت مصاحبة فتيات يهوديات لشباب عرب «ظاهرة اجتماعية خطيرة» بداعي أن الفتيات يتعرضن لاحقاً للضرب «وينجرفن نحو الإجرام». وأضافت أن «الحاخامات» يصفون هذه الظاهرة ب «الانتفاضة الهادئة التي يحاول من خلالها العرب الذين لم ينجحوا في هزمنا في الحروب استغلال بناتنا ... ونحن من جهتنا نؤكد موقفاً توراتياً واضحاً يقضي بمنع الانصهار من أجل الحفاظ على شعب إسرائيل».