كشفت استشاري الطب النفسي وطب الإدمان رئيسة القسم النسائي في مستشفى الأمل في جدة الدكتورة فاطمة كعكي ل «الحياة» عن ارتفاع حالات الإدمان بين النساء التي ترد إلى المستشفى عن السابق بشكل ملاحظ، موضحة أن المستشفى يستقبل نحو 80 حالة شهرياً. وأكدت الدكتورة كعكي أن ارتفاع نسبة الوعي بين النساء المدمنات أدى إلى رغبتهن في التخلص من المرض، مضيفة «أصبح لدى الكثير منهن وعي بأن الإدمان مرض ولابد من معالجته، إضافة إلى اطمئنان الكثيرات بعد معرفتهن أن القسم النسائي مفصول تماماً عن أقسام الرجال في المستشفى، وهو ما أسهم في تلاشي الخوف الذي كانت الأسر تبديه من الاختلاط مع الرجال المدمنين». وبينت أن الحالات التي ترد إلى مستشفى الأمل بين النساء المدمنات أكثر من ذي قبل خشية الحكم عليهن بالسجن، إذ كان النظام في السابق يقر بمعالجة المدمن للمرة الأولى، وفي المرة الثانية والثالثة يتم سجنه بعد العلاج كنوع من التأديب، لافتة إلى أن النظام الحالي ألغى هذا القرار، فأصبح بإمكان المدمن مراجعة المستشفى لأكثر من مرة من دون الخوف من دخول السجن. واعتبرت أن إلغاء قرار سجن المدمن ترك أثراً إيجابياً وآخر سلبياً، إذ أسهم في توفير العلاج للمدمن لأكثر من مرة والخروج من غير أن يحكم عليه بالسجن، بيد أن الجانب السلبي يتمثل في أن البعض لم يستثمر فرصة العلاج من الإدمان والتخلي عن هذه العادة مجدداً، مؤكدة أن مفهوم الإدمان لدى الناس تحسن بنسبة كبيرة تقدر بنحو 80 في المئة وأن لديها حالتين من النساء جاءتا تطلبان العلاج بمفردهما، كما أن الكثير من الناس يتصل ويسأل ويستفسر طلباً للعلاج. وحول غالب حالات الإدمان عند النساء، أفادت الدكتورة كعكي بأن غالب حالات إدمان النساء ينحصر في الحشيش والمنشطات «الكبتاغون»، موضحة أنهن يتعلمن ذلك من طريق قرناء السوء، وحب الاستطلاع، والمفهوم الخاطئ أنها ترفع المعنويات وتخفف من القلق. وأوضحت أن أصغر حالة إدمان وصلتها كانت في سن 10 أعوام، وأكبر حالة كانت في سن 60 عاماً، مبينة أن هذه الحالة تعرضت إلى الإدمان بعد أن دخلت في حالة حزن وقلق أصابتها بعد وفاة زوجها وأخيها مما جعل الطبيب المعالج لها يصرف دواء للنوم من دون أن يضبط الجرعة التي كانت تستخدمها، وهذا خطأ مشترك يقع فيه المريض لأنه لم يستفسر إلى متى سيستمر في أخذ العلاج، والطبيب لأنه لم يحذر المريض من أعراض الدواء فجميعهم مسؤولون، محذرة من الاستمرار في تعاطي هذا النوع من الأدوية بشكل مستمر لأنها ستكون إحدى الوسائل المؤدية إلى الإدمان.