صرح استشاري الطب النفسي والمدير الطبي بمستشفى الأمل بجدة ورئيس وحدة الطب النفسي في صحة جدة الدكتور خالد العوفي عن تردد حالات إدمان إلى مستشفى الأمل من فئتي السيدات الحوامل والمعوقين. وأوضح العوفي ل «الحياة» أن غالب حالات إدمان السيدات الحوامل يأتي بمساعدة أزواجهن المدمنين وأصدقاء السوء، إضافة إلى الاضطرابات الشخصية التي قد تعاني منها السيدة، مؤكداً أن الأمر يعد خطراً لتأثر الجنين به وقد يؤدي ذلك إلى الإجهاض. وبين العوفي أن دخول المعوقين في الإدمان ناتج من الاكتئاب الذي يعترض بعضهم مما يدفعهم للهرب إلى الإدمان، منوهاً بأن البعض منهم أصيب بالإعاقة بسبب الإدمان. وأوضح أن ظاهرة الإدمان تنتشر بين فئة المراهقين الذين يرتادون المستشفى عن طريق الأهل أو عن طريق قضايا تورطوا بها، إذ إن المراهقين لا يأتون من أنفسهم، مشيراً إلى أن أصغر حال إدمان كانت لطفل يبلغ من العمر 12 سنة. وكشف عن متوسط عدد الحالات التي يتم إدخالها المستشفى والذي يصل إلى 150 حالة شهرياً، مبيناً أن50 في المئة من هذه الحالات تعد جديدة على المستشفى وتخضع للعلاج للمرة الأولى، أما بقية الحالات فهي حالات مترددة على العيادات الخارجية، موضحاً أن غالبية حالات الإدمان تتمثل في تعاطي الحشيش والمنشطات الكبتاغون، مضيفاً أن غالبية حالات الإدمان من المناطق العشوائية والمتمثلة في جنوب شرقي جدة، غليل، الوزيرية، بترومين، المحجر، الكندرة، الرويس، وشرق الخط السريع. وأوضح أن مستشفى الأمل يحتوي على 200 سرير، إذ يضم الجناح الأمني (A) 63 سريراً تتم فيه إزالة السموم للمرضى حديثي الدخول، والحالات التابعة لقضايا قانونية من قبل مكافحة المخدرات أو الشرطة، وتستغرق فترة علاجهم في هذا القسم مدة ثلاثة أسابيع يتم خلالها إعطاء الأدوية النفسية المناسبة. أما الجناح (B) فهو يضم 63 سريراً خصصت لعلاج المرضى الراغبين في العلاج والتخلص من الإدمان، والذي يعد جناحاً لإزالة السموم أيضاً والتي تستغرق مدة أسبوعين. وأضاف أنه في حين الانتهاء من العلاج خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في تلك الأقسام يتم نقلهم إلى جناح (c) والذي يضم 47 سريراً، يتم فيه تعديل السلوك الإدماني بأنشطة طبية، نفسية، اجتماعية، ودينية، من خلال عقد جلسات تقوية بإشراف مرشدين متخصصين. أما الجناح (d) فهو يحتوي على تسعة أسرة، يعيد تأهيل المريض إلى المجتمع الخارجي الأسري، الاجتماعي، والوظيفي للمريض بعد تحسن حاله، وتتم متابعة حاله بعد ذلك من خلال العيادات الخارجية بشكل مستمر، أو عبر وحدة الرعاية الممتدة بزيارة المستشفى بشكل أسبوعي لعمل تحاليل واكتشاف المخدرات بالجسم وعمل علاجات نفسية مع المريض. واختتم الدكتور حديثة مشدداً على أهمية التوعية من أضرار الإدمان وكيفية علاجه، من خلال إقامة البرامج التوعوية في جميع المدارس والمرافق الحكومية والجامعات والكليات، مشيراً إلى أن علاج الإدمان يعد عبئاً على وزارة الصحة كونه مكلفاً مما يستوجب تكثيف مبدأ التوعية. من جهته، أكدت استشارية الطب النفسي وطب الإدمان في مستشفى الأمل الدكتورة فاطمة كعكي ل «الحياة» أن قلة الوعي، الخجل، والخوف، تسهم في تأخير علاج الإدمان لدى النساء، خصوصاً أن التنويم لا يسمح إلا بموافقة ولي الأمر، ما دفع المستشفى إلى رفض الكثير من الحالات النسائية التي تبحث عن علاج دون علم أسرتها. وأشارت إلى أن هناك العديد من السيدات يرغبن في العلاج من الإدمان، إلا أنهن يجدن الرفض من أولياء أمورهن خوفاً من الفضيحة، كاشفة عن تسع حالات إدمان من النساء الحوامل خلال ستة أشهر فقط.