يجتمع اليوم في جنيف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مع المبعوث الدولي - العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي. وحذر بان في مؤتمر صحافي في جنيف امس من ان الحل العسكري في سورية سيؤدي الى «تفكك» هذا البلد. ودعا جميع الاطراف الى التوجه الى طاولة المفاوضات. واضاف إن هناك «فرصة ضئيلة للغاية» أمام الحكومة والمعارضة السورية لإجراء محادثات بشأن إنهاء الحرب. وقال: «هذه فرصة ضئيلة للغاية ندعمها بقوة ونشجعهم على استغلالها. قد تفوت الفرصة قريبا». واعلن في موسكو امس ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع نظيره الاميركي باراك اوباما حول الازمة في سورية ومسائل اخرى. وقال الكرملين ان بوتين «شدد على ضرورة وقف النشاطات العسكرية في اسرع وقت ممكن» واوضح ان الاتصال جاء بمبادرة من الجانب الاميركي. ويأتي لقاء بان والابراهيمي في اعقاب اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في روما اول من امس والذي اعلن فيه وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن تقديم بلاده مساعدات بقيمة 60 مليون دولار «لا تشمل اسلحة قاتلة»، لدعم الائتلاف الوطني السوري وتوفير «مساعدة مباشرة» لعناصر «الجيش السوري الحر» في شكل مساعدات «طبية وغذائية». ووصل كيري امس الى تركيا في اطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة والتي تتركز مباحثاته خلالها على الازمة السورية، والتقى رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو ودعا الى «تكاتف كل الجهود لتحقيق انتقال سياسي للسلطة في سورية» وكرر ان النظام السوري «فقد شرعيته لأنه يرتكب الويلات في حق شعبه». من جهة اخرى، لقي القرار الاميركي بتقديم مساعدات «غير قتالية» الى المعارضة السورية انتقادات من الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء. فقد اوردت صحيفة «تشرين» شبه الحكومية تعليقاً قالت فيه ان هذه المساعدات «ستصل سلاحا ورصاصا ومساعدات طبية وغذائية لمن اعتادوا ممارسة القتل والتخريب». واضافت ان «هذه الأموال التي ستقع في أيدي فئة تقيم في أفضل فنادق الغرب ولم تتواجد يوما بين السوريين وتعاني معاناتهم». كما انتقدت المعارضة هذا القرار. وقال اللواء سليم ادريس رئيس اركان القيادة المشتركة ل «الجيش السوري الحر»: «لا نريد طعاماً وشراباً ولا ضمادات لمعالجة الجراح. عندما نصاب بجروح نريد ان نموت. كل ما نريده هو اسلحة. نريد قذائف مضادة للدبابات وللطائرات لنستطيع ان نوقف جرائم نظام بشار الاسد القاتل ونمنعه من ابادة الشعب السوري». واضاف ادريس «العالم كله يعرف ما نحتاجه ومع ذلك فالعالم يتفرج فيما الشعب السوري يتعرض للذبح». واوضح ان الاسلحة الوحيدة لدى عناصر الجيش الحر هي التي تأتي من داخل سورية والتي يستولون عليها من جيش النظام. وانتقدت وزارة الخارجية الروسية القرار الاميركي بمساعدة المعارضة وقالت ان «القرارات والتصريحات التي صدرت في روما تشجع، نصا وروحا، المتطرفين للاستيلاء على السلطة بالقوة رغم المعاناة الحتمية للسوريين العاديين». وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا في الاممالمتحدة ان واشنطن «تعطي اشارة على الموافقة لمن يقدمون المساعدة العسكرية المباشرة للجماعات المسلحة. كل هذا مؤسف للغاية لانه يحرف الانتباه عن ضرورة الدخول في حوار سياسي». وكان مسؤولون روس استقبلوا امس في موسكو العميد المنشق مناف طلاس الذي دعا روسيا الى لعب دور للتوصل الى حل للازمة السورية من خلال دعم «عناصر معتدلة» في المعارضة. وقال ان «في سورية طرفاً ثالثاً لا يؤيد النظام ولا المتطرفين. ومعظم السوريين يريدون دولة مستقرة وآمنة». وقال ان روسيا تستطيع ممارسة ضغط سياسي على النظام السوري لتساعد على الوصول الى حل». وعلى الصعيد الميداني، ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان عشرات المدنيين قتلوا في المالكية غرب مدينة السفيرة في ريف حلب بعدما اقتحمتها قوات النظام بهدف احضار تعزيزات نحو مطار حلب الدولي الذي تدور اشتباكات في المناطق المحيطة به، منذ سيطرت المعارضة على «اللواء 80» المكلف حمايته. كما سيطر مقاتلون اسلاميون من «جبهة النصرة» و»الفاروق» و»احرار الشام» على مدينة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق في شكل كامل». وتحدث المرصد عن معلومات عن فرار بعض جنود القوات النظامية واستسلام بعض عناصر الامن. وقال رئيس بلدة تلعفر في محافظة نينوى العراقية عبد العال عباس إن صاروخ «سكود» أطلق امس من الأراضي السورية وسقط قرب القرية على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود من دون ان يحدث أي أضرار. واوضح ان الصاروخ روسي الصنع. وكانت الحرب في سورية امتدت في السابق عبر الحدود إلى العراق. ففي أيلول (سبتمبر) الماضي قتلت طفلة بعدما سقطت ثلاثة صواريخ في بلدة حدودية في منطقة القائم العراقية.