دمشق، بيروت، لندن، موسكو - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله امس في موسكو المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من تكرار «تجربة ليبيا» في سورية ودعا الى ضرورة التوافق على المستقبل قبل البحث في التغيير. وقال «موقفنا معروف، ينبغي اولاً التوافق على المستقبل، وفهم كيفية ضمان المصالح المشروعة ومصالح مختلف المكونات العرقية والدينية ثم التطرق بعدها الى التغييرات». وشدد بوتينعلى وجوب «عدم حصول العكس، اي استبعاد الاسد ثم التفكير في ما ينبغي القيام به». واضاف «واجهنا مشاكل تسوية مماثلة في ليبيا ودول اخرى. نعلم الى ماذا قاد ذلك في ليبيا، الى تفتيت البلاد، الى قتل ديبلوماسيين وسفير اميركي، باختصار انها الفوضى». وكرر الامين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن امس مخاوفه من انتقال النزاع في سورية الى دول مجاورة فيما يتواصل الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة. وقال امام طلاب في جامعة اودنس في الدانمارك في مؤتمر نقل عبر الانترنت «قد تكون لسورية مصلحة في انتقال النزاع الى دول اخرى في المنطقة لحرف الانظار عن نزاعها الداخلي». واضاف «ندعم جهود المجتمع الدولي لايجاد حل للنزاع، لكن المشكلة اليوم هي ان النزاع السوري قد ينتقل الى دول اخرى في المنطقة». من جهة اخرى أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بعد محادثاته امس مع وفد «الائتلاف الوطني السوري» برئاسة معاذ الخطيب ان بريطانيا تنتظر تأكيدات وضمانات من الائتلاف قبل موافقتها على الاعتراف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري. وذكر هيغ ان من بين الضمانات ما اذا كان الائتلاف يحترم حقوق الاقليات ويستطيع توفير مستقبل ديموقراطي للسوريين بعد سقوط نظام بشار الاسد، ودعا الائتلاف إلى وضع خطة تتمتع بالصدقية للتحول السياسي وتعزيز دعمها من الشعب السوري كشروط للحصول على الاعتراف الرسمي البريطاني. وقال هيغ ان اظهار الالتزام الواضح بحقوق الانسان من الاولويات المهمة ايضاً. واضاف إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار في شأن تغيير الحظر على تسليح المعارضة لكنه اكد انه تم التطرق إلى احتمال تقديم دعم عسكري لها خلال اجتماع جرى أول من امس بين وزراء وعسكريين بريطانيين. وشارك في اجتماع هيغ مع الائتلاف اضافة الى الخطيب نائبا الرئيس رياض سيف وسهير الاتاسي. ودعت الاتاسي في حديث الى «الحياة» الدول الغربية الى تسليح «الجيش الحر» وقالت «أحياناً تقول دول غربية إنهم لا يريدون الدخول في ملف التسليح للجيش الحر، ورأيي أن هذا موقف خاطئ للغاية، لأنهم لو دعموه منذ شهور لكانوا وفروا علينا الكثير. ولكان هذا الجيش تنظم منذ أمد بعيد». واضافت «أتمنى أن تصحو ضمائر كل الدول، وأعلم أن لغة المصالح تغلب على لغة الضمائر. لكن أقول للمجتمع الدولي إنه حتى لو فكروا بلغة المصالح، فليس من مصلحة أحد أن تذهب سورية إلى المجهول. الآن الشعب السوري يقوم باستحقاقاته، وهو لا يدافع فقط عن سورية بل يدافع عن مفهوم الحرية والإنسانية في مواجهة نظام امتد إرهابه إلى لبنان والعراق». ويلتقي الخطيب ووفد الائتلاف في باريس اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كما يجتمع وزراء الخارجية والدفاع الاوروبيون لاثنين لمناقشة المسألة السورية. وفي موازاة ذلك اعلنت اليابان استضافة اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» في 30 الشهر الجاري في طوكيو وتوقعت مشاركة نحو 60 دولة من بينها دول في جنوب شرق اسيا في المؤتمر الذي يهدف الى توفير مساعدات للمعارضة وزيادة الضغط على النظام السوري. وفي لندن قالت مصادر دبلوماسية غربية ل «الحياة» ان المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي سيقدم في 28 الشهر الجاري تقريراً الى مجلس الامن عن جهوده لحل الازمة السورية. وتوقعت المصادر ان يحض الابراهيمي الدول الاعضاء في المجلس على تقديم دعم جماعي لمهمته وتبني قرار دولي يستند الى بيان جنيف الصادر في 30 حزيران (يونيو) الماضي بما في ذلك موضوع المرحلة الانتقالية. ميدانياً اسقط مقاتلو المعارضة امس مروحية تابعة لقوات النظام في منطقة البويضة في ريف دمشق التي تدور فيها اشتباكات عنيفة منذ ايام. كما سيطروا على مبنى مديرية الناحية في محافظة الرقة شمال سورية بعد اشتباكات استمرت اياما. وفي حلب فجر انتحاري سيارة قرب المشفى السوري - الفرنسي في حي السريان وذكر سكان في الحي لوكالة «فرانس برس» ان سيارة مفخخة يقودها انتحاري حاولت اقتحام حاجز للجيش قرب المشفى، ما دفع عناصره الى اطلاق النار على السيارة التي انفجرت على الفور، محدثة دوياً هائلاً سمع في معظم ارجاء المدينة. واكد السكان حدوث اصابات في صفوف عناصر الحاجز بالاضافة الى اضرار مادية بالغة في المكان. وأفاد ناشطون والهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 6 قتلى وإصابة صحافيين عرب وأجانب أمس في قصف استهدف تظاهرة في حي بستان القصر في حلب نتيجة سقوط قذائف الهاون على الحي من قبل الجيش النظامي. وأعلنت قناة «العربية» إصابة مراسلها في سورية الزميل محمد دغمش خلال القصف، وتحدث ناشطون عن تفجيرات شديدة في احياء اخرى في حلب، من دون ان يتضح تعداد ضحاياها. كما افاد المرصد السوري عن اشتباكات في حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة، وذلك بعد اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط مطار النيرب العسكري الذي هاجمه المعارضون مراراً في الشهور الماضية من دون ان ينجحوا في التقدم اليه. وكان سكان في دمشق افادوا وكالة «فرانس برس» صباح امس انهم لم يتمكنوا من النوم طيلة الليلة قبل الماضية بسبب اصوات الانفجارات التي كانت تتردد في العاصمة. وقال المرصد ان قوات النظام قصفت بلدتي كفربطنا وعربين ومحيطهما في ريف دمشق مستخدمة الطائرات الحربية، وذلك بعد تعرض مدينة دوما وبلدتي المعضمية وعربين في ريف العاصمة للقصف من القوات النظامية.