حرر مقاتلون إسلاميون أمس كامل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، آخر موقع محصن للجيش النظامي السوري غرب مدينة حلب، مما يعزز سيطرة المجموعات المعارضة على الشمال السوري، لا سيما الإسلاميين بينهم. في هذا الوقت، واصلت القوات النظامية قصف محيط دمشق بالمدفعية والطيران في محاولة للقضاء على تجمعات المقاتلين المعارضين، الذين يستخدمون ريف دمشق قاعدة خلفية لهم، محاولين التقدم نحو العاصمة. وسيطر المقاتلون من عناصر جبهة النصرة خاصة أمس على كل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سورية كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد أسابيع من المعارك العنيفة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: إن المعارضة المسلحة “تسجل بذلك تقدما نوعيا”، مشيرا إلى أن الجيش “يتعرض لخسائر عسكرية فادحة”. إلا أنه أشار إلى استمرار وجود “وحدات تابعة للجيش في القرى المحيطة” بالشيخ سليمان وفي مركز البحوث العلمية القريب من القاعدة. وأوضح أن هذا الإنجاز “حققته جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بها”. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الإنترنت مسلحين يتقدمون في القاعدة التي خلت من الجنود، رافعين العلم الإسلامي، مشيرين إلى أنهم من كتيبة المهاجرين. وتلا أحدهم في شريط آخر “بيان تحرير” قاعدة الشيخ سليمان. وتقع القاعدة على بعد 12 كلم شمال غرب حلب، وتمتد على مسافة كيلومترين مربعين تقريبا، وهي آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وإدلب، وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة. من جهة ثانية، شن الطيران السوري أمس، غارات على مناطق عدة في ضواحي دمشق، حيث تجري معارك دامية منذ أسابيع، كما أفاد المرصد. وتركزت الاشتباكات وعمليات القصف أمس، في مدينتي داريا ومعضمية الشام. من جهة أخرى، أعلنت روسيا أمس، أن التخطيط لمستقبل سورية السياسي يجب ألا يفرض عليها من الخارج، في تأكيد لرفضها الضغوط الأجنبية التي تمارس على الرئيس السوري بشار الأسد، حتى يتنحى والمساندة الغربية لتحالف المعارضة. وفي بيان عن المحادثات التي جرت أول من أمس بين الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين كررت الخارجية الروسية دعوتها لوقف العنف، وبدء محادثات حول “معايير الفترة الانتقالية” وقال البيان: إن روسيا “أكدت على أن القرارات الضرورية بشأن إصلاح النظام السياسي السوري، يجب أن يتخذها السوريون أنفسهم دون تدخل من الخارج أو محاولات فرض حلول معدة للتطورات الاجتماعية والسياسية” على السوريين. وتضغط الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي من أجل رحيل الأسد في إطار الجهود لوقف إراقة الدماء في سورية، لكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت تستهدف الضغط على الرئيس السوري. وكررت وزارة الخارجية الروسية دعوات بإنهاء القتال فورا، و”بدء حوار وطني يناقش خلاله ممثلو الحكومة السورية والمعارضة معايير لفترة انتقالية ويتفقون عليها”. ويستهدف بيان الخارجية فيما يبدو التأكيد على التزام روسيا بمساعدة الإبراهيمي على التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ 21 شهرا يشمل إجراء محادثات بشأن انتقال سياسي، لكنه يواصل معارضته لتنحي الأسد كشرط مسبق. ويسعى الإبراهيمي للتوصل إلى اتفاق يستند إلى إعلان صدر في 30 يونيو الماضي عقب محادثات دولية في جنيف دعت إلى تشكيل حكومة انتقالية. وتعثر الاقتراح في ذلك الوقت بسبب مسألة مصير الأسد. وقالت واشنطن: إن الإعلان بعث برسالة واضحة بشأن ضرورة رحيله بينما تقول روسيا: إنه لم يتضمن شيئا من هذا القبيل. ولمح البيان الروسي أمس أيضا إلى معارضة روسيا لتأييد الغرب للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة الذي يمكن أن تعترف به الولاياتالمتحدة قريبا كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.