يحل لبنان في «ساناري سور مير» (جنوبفرنسا) ضيف شرف على مهرجان «فوتوميد» السنوي للتصوير الفني الذي يفتتح في 23 أيار (مايو) المقبل، وقال منظمه جان لوك مونتيروسو إن هدفه هو «اكتشاف وإعادة اكتشاف» عدد من المصورين من ضفتي المتوسط. وبالنسبة إلى الاكتشاف، اختار مونتيروسو، الذي يشغل منصب مدير «البيت الأوروبي للصورة»، أن يكون هذا العام مجموعة من المصورين اللبنانيين من جيل ما بعد الحرب، وعيّن الزميل طوني الحاج مفوضاً عن هذا الشق من المهرجان ليتولى اختيار المشاركين في هذه التظاهرة الفنية المرموقة. والمهم في مبادرة مونتيروسو أنها ترسخ الحضور اللبناني في مجال التصوير الفني، ليضاف إلى المجالات الأدبية والفنية المتنوعة التي برز فيها لبنانيون في فرنسا. وعن هذه العدسات الشابة، قال الحاج خلال مؤتمر صحافي في فندق «لوتيسيا» الباريسي، أنه روعي في اختيارها التنوع في النظرة المتراوحة بين التشاؤم والنقد والتقنية الإبداعية التي تساهم في إثراء الحياة الثقافية اللبنانية. وقال إن ما يجمع بين هؤلاء هو إسهامهم في البحث المستمر «عن هوية ثابتة ومدنية وعن العدل والحرية»، في أعقاب حرب أدت إلى «تمزق إنساني وفكري». وعرّف الحاج بالمصورين السبعة، وهم كارولين تابت التي «تراقب مدينة يتعذر عليها التآلف معها»، وخوانا اندراوس التي تصور «قصراً قديماً مسكون بوجوه جنائزية هي شهود مأسوية على مرور الزمن». ومن المشاركين أيضاً إميل عيسى، الذي قال الحاج إنه عاد من كندا للإقامة في لبنان «ويبحث عن مدينته في ظل وحركات امرأة غير موجودة بالفعل»، إضافة إلى تانيا طرابلسي التي «تغوص في وحدة باردة ومملة» ومازن جنون الذي «يلتقط التناقضات الاجتماعية ببساطة مرحة». وهناك أيضاً غادي صمات الذي يصور «التباعد في أوجه المدينة» على مر الأيام، ولارا زنكول التي رأى الحاج إنها «تبحث في عالمها الرمزي عن عالم أفضل». وقال مدير مكتب السياحة اللبناني في باريس، سيرج عقل، المشارك في رعاية المهرجان، إن التصوير الفني في لبنان اليوم يعبّر «عن حيوية النظرات المختلفة إلى بلد في تحول دائم»، وأن جيل المصورين من مرحلة ما بعد الحرب هم مدونو «ذاكرة جماعية لم تتوافر بعد»، يتساءلون «عن مستقبل مشترك لا يزال في حاجة إلى صياغة». أما بالنسبة إلى الشق المتعلق بإعادة الاكتشاف، أسند مونتيروسو مكان الصدارة فيه إلى المصور الإيطالي الشهير غابرييل بازيليكو، الذي توفي أخيراً وصوّر مدناً متوسطية عدة، منها مجموعة رائعة لبيروت، غداة انتهاء الحرب الأهلية. كما اختار عرض مجموعة من أعمال المصور اللبناني المعروف فؤاد الخوري. وحرص مونتيروسو على تضمين المعرض عدداً من الصور التي التقطها الحاج، عندما كان لا يزال في بداية حياته المهنية وفي عمر يقارب أعمار المصورين الشباب السبعة. ومن باب إعادة الاكتشاف أيضاً، يعرض المهرجان مجموعة صور التقطها المخرج السينمائي المشهور كوستا غافراس وأعمالاً لمصورين أوروبيين، منهم البولونية جوليا بيلوتي والفرنسي جاك فيليو وبرونو مورون وباسكال روستاني. ويندرج مهرجان «فوتوميد» في موسمه الثالث، على حد قول مؤسسيه فيليب هولان وفيليب سيرينون، ضمن طموح «التداخل الثقافي والمشاركة واسعة النطاق» والموجهة إلى المنطقة المتوسطية بأكملها.