ألما آتا، فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبرت إيران أن جولة المحادثات مع الدول الست المعنية بملفها النووي والتي اختُتمت في كازاخستان أمس، «وصلت إلى منعطف»، مؤكدة تفاؤلها الشديد، فيما رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري إمكان إبرام «اتفاق شامل طويل الأمد» إذا انخرطت طهران في مفاوضات «جدية». وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن إيران «ستكسب الكثير من خلال التوصل إلى حل ديبلوماسي» للملف النووي. أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فسارع إلى حضّ المجتمع الدولي على «تشديد عقوباته على ايران، وتوضيح أنها إذا تابعت برنامجها النووي، ستُفرَض عليها عقوبات عسكرية». ورأس وفد إيران إلى محادثات ألما آتا، الامين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، فيما قادت وفد الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي أعربت عن أملها بأن «ينظر الجانب الإيراني بإيجابية إلى الاقتراح الذي قدمناه، وهدفه إعادة الثقة والسماح لنا بالتقدّم للتوصل إلى تسوية ديبلوماسية للملف النووي». وأكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، أن الدول الست عرضت في ألما آتا تخفيف عقوبات على ايران إذا أوقفت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في منشأة فردو المحصّنة. لكن مسؤولاً أميركياً بارزاً شدد على أن اقتراح تخفيف عقوبات، «لا يمسّ تلك النفطية والمالية»، مضيفاً أن على طهران تجميد أي تخصيب بنسبة 20 في المئة، وتقليص مخزونها منه، وتجميد التخصيب في منشأة فردو. ولفت إلى أن المفاوضين الإيرانيين «بدوا أنهم يسمعون العرض باهتمام»، مشدداً على أن الدول الست تسعى إلى «نتائج ملموسة». في باريس، وصف الوزير كيري محادثات ألما آتا بأنها «مفيدة»، وزاد: «ننتظر أن تدرس ايران بجدية، الاقتراحات التي قدمتها الدول الست ومن شأنها إرساء الثقة. إذا تعهدت ايران بجدية، كما آمل بأن تفعل ذلك، سيفتح الأمر مجالاً لمفاوضات تفضي إلى اتفاق شامل طويل الأمد». وكرر استعداد واشنطن لمحادثات ثنائية مع طهران، و «إيجاد تسوية سلمية، كما فعل الرئيس (الأميركي الراحل جون) كينيدي خلال أزمة الصواريخ» السوفياتية في خليج الخنازير كوبا. واستدرك: «تدرك ايران ما عليها فعله. وأوضح الرئيس (باراك أوباما) إصراره على تنفيذ سياسته بمنعها من امتلاك أسلحة نووية». أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، فاعتبر أن نتائج المحادثات «إيجابية، وأتاحت السير على الطريق الصحيح، فالوضع يتطور في الاتجاه الصحيح». وأضاف: «العملية بدأت، وأنا متفائل جداً في شأن النتيجة التي ستكون في مصلحة الجانبين. الأمور وصلت إلى منعطف، وأعتقد بأن اجتماع ألما آتا سيكون علامة فارقة». وكان جليلي وصف الاقتراحات الغربية خلال المحادثات، بأنها «أكثر واقعية ومنطقية»، معتبراً أن الدول الست «سعت إلى تقريب وجهة نظرها من الموقف الإيراني» الذي عبّرت عنه طهران خلال جولة المحادثات في موسكو في حزيران (يونيو) الماضي. ورأى أن المرونة التي أبدتها تلك الدول «تدلّ إلى توجّه لتغيير استراتيجيتها إزاء إيران، ما قد يشكّل منعطفاً مهماً في مسار التفاوض». وشدد جليلي على أن «لا مبرّر» لإغلاق منشأة فردو، لافتاً إلى أن الدول الست «لم تقدّم طلباً في هذا الصدد». وأكد أن «تخصيب اليورانيوم بنسبتي 5 أو 20 في المئة، حق لإيران، وسنواصل ذلك». وأعلن اتفاقاً مع الدول الست على «عقد لقاء على مستوى الخبراء في اسطنبول في 18 آذار (مارس)، يليه اجتماع للجانبين في 5 و6 نيسان (أبريل) في ألما آتا». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى مصادر في الوفد الإيراني إلى ألما آتا، أن الدول الست «تراجعت عن مواقفها المعروفة في شكل يُعتبر سابقة». لكن مصادر مقرّبة من الوفد قالت ل «الحياة» إن الفجوة بين الاقتراحات المتبادلة ما زالت عميقة، «لأن ما تريده الدول الغربية من ايران لا ينسجم مع الاقتراحات التي طرحتها عليها».