أعلن الاتحاد الأوروبي أن الدول الست المعنية بالملف النووي لإيران، تنتظر «رداً أكثر تفصيلاً» على عرض قدّمته خلال جولة محادثات في كازاخستان أمس، يتضمن تخفيف عقوبات في مقابل وقف التخصيب المرتفع لليورانيوم، وهذا ما رفضته طهران، مشيرة إلى أنها أعدّت عرضاً مضاداً «على قدر» العرض الغربي. وعقدت إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) ثلاث جولات من المحادثات السنة الماضية، آخرها في موسكو في حزيران (يونيو)، أصرّت طهران خلالها على «حقها» في التخصيب. ورأس وفد إيران إلى محادثات كازاخستان، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، فيما قادت وفد الدول الست وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وعقد الجانبان جلسة محادثات استغرقت ثلاث ساعات، تلتها مشاورات بين الوفود المشاركة. وأعلن الجانبان أن المحادثات ستعاود اليوم. ووصف مايكل مان، الناطق باسم آشتون، المحادثات بأنها «مفيدة»، مشيراً إلى أن الدول الست قدّمت عرضاً محدّثاً وتأمل ب «رد أكثر تفصيلاً» خلال جلسة اليوم. وكان مان أقرّ بأن «أحداً لا يتوقع مغادرة ألما آتا مع اتفاق في الجيب»، مشدداً على أن المحادثات تندرج ضمن إطار «مسار تفاوضي». وأضاف: «لسنا معنيين بعقد محادثات لمجرد المحادثات. نحن هنا لتحقيق تقدّم». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في الدول الست أن تلك الدول تَعِد في عرضها المحدث ب «تخفيف عقوبات على تجارة الذهب وصناعة البتروكيماويات وعقوبات مصرفية». لكنه استدرك أن العرض الجديد يكرّر طلب «وقف التخصيب بنسبة 20 في المئة وإغلاق منشأة فردو (المحصّنة للتخصيب قرب مدينة قم) وإخراج مخزون اليورانيوم المخصب بتلك النسبة إلى خارج» إيران. وكانت «فرانس برس» نقلت عن «مصدر قريب من المفاوضين الإيرانيين»، قبل بدء الاجتماع، أن الوفد أعدّ «عرضاً يتضمن خيارات عدة، سنعرض أحدها على (الدول الست)، وفق العرض الذي ستقدمه تلك الدول. وسيكون (عرضنا) على قدر عرضهم». وأردف: «ليس وارداً إغلاق منشأة فردو أو إخراج مخزوننا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة. ولكن، قد نفكّر في وقف التخصيب بنسبة 20 في المئة، في مقابل رفع كل العقوبات الدولية، وخصوصاً التي رفضها مجلس الأمن». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى الناطق باسم الوفد الإيراني المفاوض مهدي محمدي، إن بلاده ستقدّم خلال المحادثات «رزمة اقتراحات جديدة، تقترب من الاقتراحات الروسية المعروفة بالخطوة خطوة»، مستدركاً أن «معظم تلك الاقتراحات طرحته إيران سابقاً». ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن «مصدر مقرّب من الوفد الإيراني» أن العرض الجديد هدفه «التحقّق من مدى صدقية الدول الأوروبية، في توجسها إزاء الملف النووي الإيراني، أو ما إذا كانت المخاوف المزعومة حيال النشاطات النووية، مجرد أداة لابتزاز إيران». وفي برلين، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أمله بأن «تختار إيران التقدّم في مسار التسوية الديبلوماسية»، وحضها على قبول عرض الدول الست، إذ ذكر أنه يتضمن «تدابير متبادلة تشجع إيران على اتخاذ خطوات ملموسة، لتبديد مخاوف المجتمع الدولي» حول برنامجها النووي.