استبق معظم النواب في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني أمس، الجولة المقبلة من المحادثات بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، والمرتقبة في كازاخستان غداً، بتأكيد أن «القطار النووي السلمي» لبلادهم «لن يتوقف أبداً». ووصل إلى ألما آتا، عاصمة كازاخستان، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، الذي سيرأس وفد بلاده الى المحادثات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) التي تقود وفدها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. ورفضت طهران، خلال جولة المحادثات الأخيرة في موسكو، في حزيران (يونيو) الماضي، طلب الدول الست تجميد تخصيبها اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، إذ اعتبرت ذلك حقاً لها. وكان ديبلوماسي غربي في لندن أشار إلى أن الدول الست ستقدّم لإيران خلال جولة كازاخستان، «عرضاً جوهرياً وجدياً، نعتقد بأنه يتضمن عناصر جديدة مهمة». لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن سفير أوروبي، أن «المواقف ما زالت متباعدة جداً» بين الجانبين. في المقابل، أعرب جليلي عن أمله بأن «يعتمد الغرب استراتيجية حديثة واقتراحات جدية، خلال المحادثات»، مضيفاً: «على الغرب أن يتدارك أخطاءه السابقة في طريقة التفاوض مع ايران، لنيل ثقة شعبها الذي يتعهد تطبيق كل الضمانات المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار النووي، ولكنه سيتمسك بحقوقه المنصوص عليها في المعاهدة». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي، فشدد على أن «المحادثات لن تسفر عن نتيجة، إذا كررت الدول (الست) مواقفها من ايران، واتّبعت سياسة المواجهة كما في السابق». ووقّع 252 من النواب ال290 في البرلمان الإيراني، بياناً حضّ الوفد الإيراني إلى المحادثات على «الدفاع بجدية تامة عن حقوق الشعب الإيراني، في إطار المعاهدة النووية، وعن أي اتفاق يضمن الحقوق والمصالح الوطنية» لطهران. ودعا البيان روسيا والصين، «باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن، إلى الامتناع عن اتباع المطالب غير المنطقية للولايات المتحدة، والدفاع عن مبادئ المعاهدة النووية». ونصح النواب «أميركا وحلفاءها الغربيين»، بأن «يقبلوا بإيران نووية وأن يعلموا أن قطارها النووي السلمي لن يتوقف أبداً». في غضون ذلك، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن «الحرس الثوري» اختبر بنجاح صاروخ «كروز» من طراز «ظفر»، خلال مناورات «الرسول الأعظم 8» التي ينفذها في جنوب شرقي البلاد. وأشارت إلى أن صاروخ «ظفر» قصير المدى هو مضاد للسفن، ويمكن إطلاقه من سفينة أو قارب أو مروحية، ويتميز بنظام رادار ذي «دقة فائقة»، كما أن «قدرته التدميرية هائلة». ونفى «الحرس» معلومات عن إسقاطه طائرة استطلاع أجنبية، خلال المناورات التي أعلن أنها شهدت «اختباراً عملانياً» لطائرات استطلاع إيرانية و «أخرى انتحارية». إلى ذلك، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل ثلاثة من قادة «الحرس»، في غرب البلاد وشمال غربها، أحدهم في إقليم كردستان حيث يواجه «الحرس» تنظيمات انفصالية.