حذر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من ان انتصار المعارضة السورية في الاطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد سيؤدي الى اندلاع حرب طائفية في العراق ولبنان، ويشكل بيئة جديدة للمتطرفين تزعزع الاستقرار في كل منطقة الشرق الأوسط. الى ذلك، اعتبر وزير النقل العراقي هادي العامري إن دعم تركيا وقطر للمعارضة المسلحة في سورية يرقى إلى حد إعلان حرب على العراق الذي سيعاني من تبعات صراع تتزايد صبغته الطائفية إلى جواره. وقال العامري، رئيس «منظمة بدر» إن تركيا وقطر عرقلتا كل الجهود لتسوية الصراع في سورية سلمياً. واتهم العامري أنقرة والدوحة، اللتين تدعمان المعارضة المسلحة للنظام السوري، بتسليح جماعات جهادية في سورية بينها «جبهة النصرة» التي تربطها صلات بتنظيم «القاعدة» في العراق. وكان صالح مسلم رئيس حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي»، اكبر الاحزاب الكردية السورية ويعد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، اعتبر ان تركيا مسؤولة عن تصاعد اعمال العنف في سورية حيث تستخدم مجموعات من المقاتلين الجهاديين. واتهم مسلم في مؤتمر صحافي في باريس الثلثاء «تركيا بحرف الثورة عن مسارها والمشاركة في عسكرتها. لقد دعمت مجموعات جهادية». واتهم مسلم الدولة التركية بالتدخل في الشؤون السورية، مضيفاً: «انها تحاول التأثير في الوضع وفق مصالحها. لقد ربطت دعمها للمعارضة السورية بإبعاد الاكراد عن هذه الحركة». وأكد مسلم ان بين المجموعات الجهادية التي تستخدمها انقرة «جبهة النصرة التي لديها قواعد تدريب في تركيا». واعتبر ايضاً ان «معارضة الخارج» المجتمعة خصوصاً في اطار الائتلاف السوري المعارض «تربطها علاقات وثيقة بالنظام التركي ولا تريد التعاطي مع المجلس الاعلى الكردي» الذي يشكل النواة الادارية في المناطق الكردية التي يسيطر عليها الاتحاد الديموقراطي الكردي. والمناطق الكردية في سورية التي يسميها حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي «غرب كردستان» تستفيد من حكم ذاتي نسبي منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار (مارس) 2011 التي تحولت حرباً اهلية. ومنذ صيف 2012، يتولى مقاتلون انتظموا ضمن لجان لحماية الشعب الكردي، الامن في المناطق الكردية في سورية، وتشكل هذه اللجان ذراعاً عسكرية للاتحاد الديموقراطي الكردي. الا ان صالح مسلم اكد ان الاتحاد الديموقراطي سينسق تحركه مع الجيش السوري الحر، لكنه كرر رفضه «عسكرة النزاع» وقال «ما نقوم به مختلف. انه دفاع عن النفس».