قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية فى تقرير عن الاوضاع فى سوريا ان هناك اعداداً كبيرة من السلفيين الذين يحاربون نظام الرئيس السورى "بشار الاسد".كما ان المسألة لم تعد تقتصر فى صبغتها الدينية على مواجهة اغلبية سنية في سوريا لنظام ينتمي للطائفة العلوية، ولكن هناك اطيافاً دينية مختلفة.فالى جانب السلفيين هناك الاخوان المسلمون الذين يحاولون السيطرة على المعارضة، ومن الجماعات المحاربة التي تتسم بالتشدد الديني هناك جماعة "احرار الشام"، التي يربطها النظام السوري بتنظيم القاعدة. ثم هناك ايضا جبهة النصرة التي تبنت مسؤولية عدد من الهجمات الانتحارية، ويتشكك نشطاء المعارضة فيها، يضاف الى ذلك لواء التوحيد الذي يضم جهاديين اسلاميين. ويستعرض التقرير اراء بعض الخبراء الغربيين الذين يقولون ان هذه التنظيمات ليست بالضرورة مرتبطة بالقاعدة، وان الاغلب هم الاخوان والسلفيون وهم ليسوا جهاديين. لكن التقرير يشير الى تصاعد القلق الغربي من زيادة اعداد المقاتلين من دول اخرى في صفوف المعارضة السورية، خصوصا من العراق ممن ينتمون الى القاعدة. واكد التقرير ان هذا الوضع غير المستقر والواضح اصبح يمثل كابوسا لتركيا. فمع سيطرة الاكراد على بعض المناطق في سوريا تواجه تركيا احتمال نواة دولة قومية للاكراد من سوريا والعراق، ما يعني تقوية عزيمة 13 مليون كردي في تركيا للمطالبة بالانفصال. وتقول الصحيفة ان ذلك يمثل لتركيا تهديد وجود ، حيث ان تقكك سوريا سيحد من تأثير وقوة تركيا في المنطقة واذا كان ليس بمقدور تركيا وقف انهيار الاوضاع في سوريا فعلى الاقل، حسب الصحيفة، يتعين على انقرة ان تعمل على الحد من النزعات العرقية والطائفية ورأت الصحيفة ان زيادة الشقاق مع ايران ليس في مصلحة تركيا. واشارت الصحيفة الى دور تركيا في محاولة قيادة معسكر سني في المنطقة ضد ايران الشيعية، وتقول ان مبيعات الاسلحة التركية للنظام في البحرين ليست بعيدة عن ذلك. ,وخلصت الصحيفة الى انه مع تململ الطائفة العلوية في تركيا من دعم حكومتها للسنة في سوريا يتعين على "اردوجان" ان يعلو فوق الخلافات الطائفية والمذهبية والضغط على مسلحي المعارضة السورية للتوقف عن الهجمات الانتقامية بدافع طائفي.