لم يمر على النصراويين فريق بهذا الجمال الفني منذ أعوام طويلة، وتحديداً من بعد رحيل جيل «العمالقة» الأفذاذ، ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي ويوسف خميس وسالم مروان، إذ لم يهنأ أنصار النصر بمثل فريق الموسم الحالي، الذي لفت إليه الأنظار بروعة أدائه ومتعة العطاء وتجلي الروح القتالية والحماسة والإرادة القوية وبروز المواهب الكروية الشابة، حتى كسب «الفارس الأصفر» تقدير واحترام الجميع، بل ونال عبارات الثناء والإطراء من الرياضيين كافة. وأعاد «العالمي» ذكريات الزمن الجميل في نهائي كأس ولي العهد مع «غريمه التقليدي» الهلال الجمعة الماضي، عندما قدم واحدة من أقوى المباريات ذات التنافس الكروي المثير، ولعب وفق منهجية تدريبية محكمة من مدربه الأوروغوياني كارينيو، إذ تألق حارسه الشاب عبدالله العنزي كثيراً، وعاد الفريق لمجريات اللقاء في أهم وأصعب الأوقات قبل نهاية النزال عبر رأسية لحسن الراهب هزت شباك الحارس الهلالي السديري، وأوقفت الأفراح الزرقاء لتتحول إلى المدرجات النصراوية، لكنها لم تستمر طويلاً، بعدما وفق الفريق الهلالي في كسب المواجهة بركلات الترجيح. غير أن جماهير النصر خرجت من إستاد الملك فهد مرفوعة الرأس، كونها راضية عن أداء لاعبي الفريق، إذ طالبت إدارة النادي والمدرب كارينيو واللاعبين أيضاً بالمضي قدماً في رحلة «عودة النصر»، فيما جاء رد الفعل الآخر والذي لا يقل رُقياً من الرئيس النصراوي الأمير فيصل بن تركي الذي تحدث بثقافة واعية، عندما قال للجماهير: «دموع الحزن التي شاهدتها منكم بعد خسارة النهائي غالية كغلاء دموع تركي بن فيصل، ودمتم لنصركم عوناً وسنداً»، ما أوجد ارتياحاً كبيراً بين جماهير النادي، وزاد من عزيمتها وإصرارها على الوقوف مع الإدارة الحالية، ودعم وتحفيز اللاعبين في المباريات المقبلة، حتى يعودوا إلى ساحة الأمجاد والبطولات.