الجميع معرضون للإصابة بالإجهاد العصبي العابر الذي أصبح «شريك» الحياة العصرية نظراً إلى الوقع السريع لهذه الحياة ومتطلباتها. إن الشعور بالإجهاد من حين إلى آخر شيء عادي يمكن التغلب عليه بالخلود إلى الراحة العقلية والجسدية. لكن عندما يوضع الذهن والجسم في حال تأهب وإجهاد متواصل من دون راحة كافية فأن الشخص يصاب بالإنهاك وتتراجع قواه على جميع الصعد ، بما فيها الصعيد الجنسي. والأسباب التي تشعل فتيل الإجهاد العصبي كثيرة ومتنوعة، وهي تحاول النيل من طاقة الشخص الذهنية والجسدية، فتكون النتيجة إما أن يتفاعل الشخص معها وفق الأصول فيضعها عند حدها مبطلاً بذلك مفاعيلها الآنية والمستقبلية، أو أنها تفرض نفسها عليه لعدم توافر القدرات الشخصية للتعامل معها ما يؤدي إلى الإصابة بالإجهاد العصبي. وقبل أن يغوص الشخص في دوامة الإجهاد العصبي وما يمكن أن يفضي إليه من مشاكل تلحق بمختلف الأعضاء، حري بنا أن نتعرف إلى العوارض التي يمكن أن يرسلها الجسم كإشارات استغاثة يجب أخذها على محمل الجد قبل الوقوع في براثن الإجهاد العصبي المزمن الذي لا تنفع فيه الراحة الطويلة ولا النوم المديد. متلازمة التقيؤ الدوري: قد يكون الإجهاد العصبي سبباً في حدوث نوبات متكررة من التقيؤ تمتد فترات طويلة. إن مكافحة مصادر الإجهاد، وأخذ أكبر قدر من الراحة، وشرب كميات وافية من الماء، وممارسة الرياضة تسمح بالتخلص من هذه المتلازمة. السمنة: كشفت دراسة طبية نشرت نتائجها في مجلة «نيتشر- مديسين» بأن الإجهاد قد يستحث البدانة بفتح أو تنشيط خلايا الجسم الدهنية، وفي هذا الإطار عثر باحثون من معهد غارفن للأبحاث الطبية في مدينة سيدني الأسترالية على مركب كيماوي يطلقه الجسم عند تعرضه للإجهاد العصبي يلعب دوراً أساسياً، ليس على صعيد البدانة وحسب بل في حالات مرضية أخرى يمكن أن تنجم عن الإجهاد العصبي المزمن، مثل ضعف المقاومة للعدوى. الصداع المفاجئ واضطرابات في الذاكرة ومشاكل إدراكية، وهي تحدث نتيجة التقلبات الهرمونية والتغيرات الموقتة التي تطرأ على بنية الخلايا العصبية وطريقة التواصل فيما بينها. ويسبب الإجهاد عطباً واضحاً على صعيد تذكر الأسماء والاتجاهات وأمور أخرى. كما يشكو المريض من صعوبات في التركيز، والشعور بالقلق الدائم، وسرعة الانفعال والهيجان، والطباع الحادة، والتصرفات المزاجية المتقلبة. وفي البداية تكون العوارض المذكورة عابرة يمكن التغلب عليها بالنوم الكافي، والراحة، والتغذية المناسبة، وعدم الانغماس في العمل أكثر من طاقة الجسم. ويمكن الاستعانة بالمذكرات الصغيرة لتدوين الأماكن والأسماء ريثما يتم التعافي من الإجهاد. آلام في الفم والفكين قد تداهم صاحبها في النهار والليل، وقد تترافق مع اصطكاك الأسنان أثناء النوم، وفي هذه الحال تنصح جمعية طب الأسنان الأميركية بوضع حاجز واق لحماية الأسنان من التهتك والتلف. التشنجات المؤلمة أثناء مجيء العادة الشهرية: إن النساء المصابات بالإجهاد هن أكثر عرضة لهذه النشنجات مقارنة بالنسوة اللاتي لا يعانين منه (الإجهاد). وقد أشارت الباحثة الأميركية ديانا ديل إلى أن الإجهاد يزيد من طرح هرمونات البروستاغلاندين التي تسبب تقلصات الرحم، وكلما كان الإجهاد أكبر كانت التشنجات أقوى وأعنف. إن استعمال الكمادات الساخنة التي توضع أسفل البطن تساعد في التخفيف من حدة التشنجات المؤلمة، وإذا لم تنفع هذه الوسيلة فيمكن تناول أحد مسكنات الألم غير الستيروئيدية. الأحلام السيئة: إن الأحلام تحكي عادة ما يمر به العقل الباطن، وهذه تكون إيجابية حين يغط الشخص في نوم عميق ليستفيق بعده وهو في حال مزاجية جيدة. أما الشخص المصاب بالإجهاد العصبي فإن أحلامه تكون، مزعجة، ومرهقة، وتجعله يتصرف في شكل فظ. إن الحصول على قسط كاف من النوم، وعدم الإفراط في تناول المنبهات، وتفادي التفكير في المشاكل قبل النوم، غالباً ما تعطي ثمارها في التخلص من الأحلام السيئة. أما إذا تكررت هذه الأحلام ليلة بعد أخرى فعندها تصبح مؤشراً يجب أن يدفع إلى طلب المشورة الطبية. مشاكل في اللثة: إن الإجهاد يرفع من وتيرة طرح هرمون الشدة الكورتيزون، الذي يؤثر في الجهاز المناعي في الجسم فيصاب بالضعف الأمر الذي يعطي حرية أكبر للجراثيم الموجودة في الفم فتهاجم اللثة مسببة تهيجها والتهابها فتصاب بالتقرحات والنزف. إن العناية بنظافة الفم، واستعمال الغسول المطهرة ينفعان في التغلب على مشاكل اللثة، أما إذا استمرت هذه المشاكل، خصوصاً النزف، فإنه يجب استشارة الطبيب لوصف بعض العلاجات للسيطرة عليها. الحساسية: إن الإجهاد العصبي يمكن أن يقدح زناد الإصابة بعدد من الارتكاسات التحسسية في الجلد نتيجة إفراز مادة الهيستامين، ومن هذه الارتكاسات تهيج البشرة، وحب الشباب، والحكة، والاكزيما، والصدفية. تساقط الشعر: يمكن للإجهاد العصبي أن يقود إلى تساقط الشعر في شكل مفاجئ وبكميات كبيرة يومياً. النزف من الأنف: أشارت دراسات إلى أن غالبية الذين يرزحون تحت نير الإجهاد العصبي يتعرضون لحوادث نزف متكررة من الأنف نتيجة الإصابة بارتفاع ضغط الدم. أضطرابات هضمية أو قلبية وعائية. كيف السبيل لمكافحة الإجهاد العصبي؟ قبل كل شيء لا بد من كشف مصادر الإجهاد العصبي من أجل إزاحتها أو التكيف معها بالنظر إليها من زاوية أخرى تبطل من تأثيراتها على الجسم. وبعد ذلك يمكن تطبيق إستراتيجية علاجية تقوم على الآتي: 1- النوم الكافي. 2- وضع نمط حياة صحي. 3- الإهتمام بالتغذية نوعاً وكماً. 4- ممارسة الرياضة في شكل منتظم. 5- تحديد أوقات مبرمجة للراحة والاسترخاء. 6- القيام برحلة طويلة لشحن طاقة الجسم واستعادة النشاط. الرجال المجهدون يفضلون البدينات الرجال المصابون بالإجهاد العصبي هم أكثر ميلاً إلى النساء البدينات، بحسب دراسة لباحثين من جامعة ويستمنستر في لندن. وأجريت الدراسة بعد توزيع فريق العلماء نحو 80 رجلاً أوروبياً على مجموعتين: مجموعة تجربة، ومجموعة مراقبة. وتم الطلب من أفراد المجموعة الأولى أن يتكلموا ارتجالاً أمام لجنة، وأن يحلوا مسألة حسابية ضمن اختبار قياسي للإجهاد العصبي، وبعد استراحة لمدة 20 دقيقة كان على هؤلاء اختيار الجسم النسائي الأكثر جاذبية من بين 10 صور معيارية لأجسام النساء، في حين عرضت هذه الصور على مجموعة المراقبة من دون إخضاعها لاختبار الجهد العصبي. وكانت النتيجة أن إعجاب الرجال المصابين بالإجهاد العصبي بالنساء الأكثر وزناً كان أكثر من إعجاب رجال مجموعة المراقبة. كما اعتبر الرجال المجهدون عصبياً أن المرأة ذات الوزن الأكبر هي الأكثر جاذبية. [email protected]