يعتبر مرض ما حول الأسنان من اكثر الامراض انتشاراً بالاخص في الولاياتالمتحدةالامريكية لاسيما بعد نزلات البرد. ويعتبر من اهم الاسباب التي تؤدي الى فقد الأسنان في البالغين. وكلما تقدم العمر كلما ازداد معدل حدوث المرض، ويتراوح حدوث هذا المرض ما بين 15٪ في سن العاشرة الى 60٪ في سن الخمسين. ومرض ما حول الأسنان يطلق على اي مرض يصيب اللثة او الانسجة الأخرى المدعمة للاسنان، والتهاب اللثة يمثل المرحلة الاولى لمرض ما حول الاسنان ويحدث نتيجة ظهور قشور او لويحات plaques وهي عبارة عن رواسب لزجة من البكتريا وفضلات الطعام والمخاط تلتقص بالاسنان ثم تتراكم بعد ذلك فتسبب التهاب اللثة ومن ثم تورمها، وبمجرد تورم اللثة تظهر حبوب بين اللثة والأسنان تعمل كمصيدة لتكوين لويحات اكثر. هناك اسباب أخرى تؤدي الى التهاب اللثة منها على سبيل المثال لا الحصر التنفس عن طريق الفم، والحشرات غير المناسبة والتراكيب الصناعية التي تسبب تهيج الانسجة المحيطة باللثة، والغذاء المحتوى على اطعمة لينة جداً تستنفذ مجهوداً كبيراً من الاسنان واللثة، فتغمر اللثة و--- ويلمع لونها وتنزف بسهولة، وفي بعض الحالات يوجد الم. واذا ترك بدون علاج فإن التهاب اللثة قد يؤدي الى ما يسمى تقيح اللثة pyorrhea وهي مرحلة متدهورة من مرض ما حول الأسنان، حيث يبدأ العظم المدعم للأسنان في التآكل نتيجة انتشار العدوى، وكثيراً ما تظهر خراريج، ويسبب تقرح اللثة رائحة نفس كريهة ونزيفاً والماً في اللثة. ويحدث تقيح اللثة في الغالب مع حالات سوء التغذية وكذلك الاستخدام الخاطئ لفرشاة الأسنان، والاطعمة غير الصالحة وتناول المواد السكرية، والامراض المزمنة وامراض الغدد وامراض الدم وامراض التدخين والمخدرات والشرب المفرط للخمور حيث ان هذه الاسباب تجعل الشخص اكثر عرضة لحدوث تقيح اللثة. كما ان نقص فيتامين ج والكالسيوم وحمض الفوليك والنياسيد والفلافويندات الحيوية لها دور في حدوث تقيح اللثة. ويعتبر المدخنون معرضون للاصابة بتقيح اللثة وفقد الاسنان اكثر من غير المخدنين. ويزداد مرض ما حول الاسنان في حالات سقوط ووجود بقايا الطعام المحشورة بين الاسنان وسوء الاطباق بين الفكين والضغط على الاسنان والدفع باللسان والاصابة بفرشاة الاسنان. ويسمى التهاب انسجة الفم stomatitis الذي يؤثر على الشفاه والحنك والسطح الداخلي للخدين، وهو يحدث غالباً كجزء من مرض آخر، ويسبب التهاب الفم ورم اللثة وسهولة النزف منها، وقد تظهر التقرحات في الفم والتي يمكن ان تتحول بعد ذلك الى بثور في اللثة. وهناك نوعان مشهوران من التهاب الفم، الاول يعرف بالتهاب الفم القوبائي الحاد Acute Herpetic stomatitis والثاني التهاب الفم القلاعي Aphthous stomatitis. والمشاكل التي تحدث غالباً ما تعكس نقصاً او اضطراباً ما في الجسم، فمثلاً نزيف اللثة يحدث نتيجة لنقص فيتامين ج، ويحدث جفاف الفم وتشققات عند زاويتي الفم نتيجة نقص فيتامين ب2 وهاتان الحاتان قد تشيران ايضاً الى نقص عام في الغذاء. وجفاف او تشقق الشفاة قد يكون نتيجة الحساسية، واحمرار نسيج الفم قد يشير الى وجود الضغوط النفسية، وقد يشير احمرار اللسان ونعومته الى الانيميا او نقص الغذاء. والتقرحات تحت اللسان قد تكون علامة تحذيرية مبكرة لسرطان الفم. وفحص الاسنان المنتظم يساعد على تشخيص هذه الحالات مبكراً.