دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين أمس حول ثكنة للجيش في غرب مدينة حلب في شمال سورية، وذلك غداة سيطرة الجيش السوري على بلدة في ريف حلب، فيما أعدم مقاتلون معارضون 4 أشخاص، بينهم ثلاثة أشقاء، بعد اتهامهم بالتعاون مع قوات الرئيس بشار الأسد وقتل احد المقاتلين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة أمس إن «اشتباكات عنيفة اندلعت منذ فجر الثلثاء بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط ثكنة المهلب في حي السبيل في حلب رافقها سقوط قذائف على المنطقة»، مشيراً إلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن محاولة مسلحي المعارضة الاستيلاء على هذه الثكنة ليست جديدة، مشيراً إلى أن الثكنة تضم عدداً كبيراً من عناصر القوات النظامية. في ريف حلب، أفاد المرصد عن «تعزيز القوات النظامية حواجزها في بلدة خناصر ومحيطها التي سيطرت عليها الاثنين بعد اشتباكات عنيفة» مع مقاتلي المعارضة. ومن الواضح أن الجيش السوري سيحاول بعد الاستيلاء على خناصر التقدم نحو بلدة السفيرة القريبة والواقعة جنوب غربي مدينة حلب، بهدف كسر الحصار الذي يفرضه مقاتلون معارضون منذ اكثر من شهر على معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية في بلدتي الواحة والسفيرة. وكان المرصد أفاد عن مقتل تسعة مواطنين بينهم ستة أطفال وسيدتان جراء القصف الذي رافق اقتحام القوات النظامية لقرية خناصر الاثنين. وقال أحد سكان خناصر رافضاً الكشف عن اسمه إن «الدبابات والطيران» شاركت في الاشتباكات التي «استمرت أكثر من ست ساعات وقام مسلحو جبهة النصرة في نهايتها بالانسحاب من البلدة نحو مدينة السفيرة». في محافظة حماة (وسط)، قال المرصد إن بلدة كرناز تتعرض لقصف من القوات النظامية بمشاركة الطيران الحربي، وإن اشتباكات عنيفة تستمر منذ أيام عدة على أطراف البلدة. وأضاف أن البلدة تعاني «حالة إنسانية سيئة» وقد «نزح عدد كبير من سكانها بسبب القصف». وشن الطيران الحربي السوري صباح أمس غارات عدة على مناطق في ريف دمشق، فيما تعرضت مدينتا دوما وداريا للقصف. وشمل القصف أحياء في جنوب العاصمة. وسجلت غارات جوية أيضاً على مناطق في ريف اللاذقية (غرب) ومحافظة الرقة (شمال)، فيما شهدت مناطق في محافظتي درعا (جنوب) وحمص (وسط) وإدلب (شمال غرب) قصفاً واشتباكات. في غضون ذلك، أظهر تسجيل فيديو بث على الإنترنت قيام مقاتلين معارضين في سورية بإعدام ثلاثة أشقاء، أحدهم كان ينتمي للجيش السوري الحر المعارض، وشخص رابع قريب لهم بعد اتهامهم بالتعاون مع قوات النظام وقتل أحد المقاتلين. وظهر الرجال الأربعة في الشريط بينما كان يقول شخص خلف الكاميرا «هؤلاء من باعوا انفسهم لهذا النظام الطاغي المستبد وغرر بهم وتآمروا على إخوانهم... إخوان الدين وإخوان العقيدة وإخوانهم في الوطن». واتهمت جماعات حقوق الإنسان طرفي النزاع في سورية بارتكاب انتهاكات بينها الإعدام المتسرع، لكنها تلقي باللوم على قوات الأسد في معظم الانتهاكات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأشخاص الأربعة أعدموا الشهر الماضي بعد يومين فقط من التحقيق معهم في حلب بشمال البلاد. وفي الفيديو طلب من الرجال التعريف بأنفسهم و»الاعتراف» بجرائمهم، وردوا على ذلك بأصوات منخفضة وضعيفة. ووصف كل منهم في كلمات موجزة كيف قتلوا احد مقاتلي المعارضة بعدما استدرجوه إلى منزلهم وطعنه وإطلاق الرصاص عليه. وقال احد المتهمين، الذي قال إن اسمه عمر ومن مقاتلي جماعة «لواء الفتح» المعارضة، إن القتيل كان يتمتع بأخلاق جيدة وإن علاقتهما كانت جيدة حتى انه بكى عليه بعد مقتله. وقال رجل آخر انه كان يتعاون مع قوات الأمن لاعتقال مقاتلي المعارضة وتسليمهم إلى القوات الحكومية مقابل الحصول على وظيفة حكومية. وأضاف أن مشاركته في القتل كانت «وظيفته الأولى». وأظهر تسجيل فيديو ثان نشر على الإنترنت الاثنين مجموعة من الرجال يزعمون انهم جماعة معارضة تسمى «كتيبة المهاجرين والأنصار» تتبع «لواء صقور الشام» وهم يذبحون رجلاً قائلين إن إعدامه عقاب له على «محاربة الله».