في معارك على جبهات عدة، قال ناشطون وسكان إن قوات الجيش السوري تمكنت من صد هجوم على بلدة المسطومة في إدلب شمال غربي سورية التي تضم تجمعاً كبيراً للدبابات بعد أيام من دخول مقاتلي المعارضة إليها. وأفاد الناشطون بأن القوات النظامية أعدمت ميدانياً 17 شخصاً في المسطومة. واستعاد الجيش السوري السيطرة على حي الأشرفية ذي الغالبية الكردية في شمال غربي حلب بعد محاولة مسلحين معارضين التقدم إليه خلال اليومين الماضيين. كما اندلعت اشتباكات بين مقاتلي «الجيش الحر» والجيش النظامي قرب مجمع الخدمات في حي برزة بدمشق. وتجدد القصف بالمدافع وراجمات الصواريخ على بلدات في ريف دمشق، بينها داريا ومعضمية الشام وبيت سحم والزبداني ودوما وعربين. وتعرض حي الخالدية في حمص لقصف مكثف حيث أطلقت قوات النظام نحو ثلاثين قذيفة باتجاه أحياء المدينة وريفها. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة بين المقاتلين وقوات النظام في ريف حماة. وأعلن لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر وفق ما نقلت مواقع إخبارية قريبة من المعارضة إن «الثوار تمكنوا من إجراء أول طلعة جوية فوق إحدى المحافظات شبه المحررة بالشمال السوري». وأوضح أن الطلعة تم تنفيذها «بطائرة مروحية من الغنائم التي اغتنمها الجيش الحر من الجيش النظامي السوري». ولفت المقداد إلى أن «الذي نفذ الطلعة الجوية ضابط طيار منشق برفقة مجموعة من الجيش الحر»، مضيفاً أن الطلعة كانت «تجريبية لمدة نصف ساعة بين موقعين للجيش الحر»، رافضاً تحديد هذه المواقع خوفاً من استهدافها من قبل قوات النظام. وأشار المقداد إلى أن «الجيش الحر يملك طائرتين مروحيتين صالحتين للاستعمال ويستعملهما فقط لتوصيل المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى، ولم يتم استخدامهما في أي أعمال عسكرية»، قائلاً إن «الجيش الحر لا يملك الذخيرة اللازمة لها وأيضاً حتى لا يمكن لنظام بشار الأسد استخدام ذلك ذريعة لاتهام الجيش الحر بالقصف الجوي الذي ينفذه هو». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلي المعارضة «انسحبوا من بلدة المسطومة القريبة من مدينة إدلب بعد اشتباكات عنيفة وقعت بينهم وبين القوات النظامية التي تملك مركزاً عسكرياً عند طرف القرية يوجد فيه عدد كبير من عناصر الجيش وأكبر تجمع للدبابات في المنطقة» امس. وقال مصدر عسكري لفرانس برس إن «الجيش السوري بمؤازرة كتيبة المهمات الخاصة (اللجان الشعبية) نجح في السيطرة على المسطومة»، مشيراً إلى مقتل أكثر من عشرين مسلحاً وجرح عدد كبير غيرهم في الاشتباكات التي سبقت السيطرة على البلدة. وتبعد المسطومة حوالى سبعة كيلومترات جنوب مدينة إدلب التي لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية، بينما معظم ريف إدلب بأيدي مقاتلي المعارضة. وأوضح المصدر العسكري أن مسلحي المعارضة كانوا تمكنوا من دخول البلدة قبل حوالى خمسة أيام. وأوضح عبد الرحمن أن «الثوار قدموا من قرى مجاورة وهاجموا حواجز للقوات النظامية في المسطومة التي شهدت نزوحاً كبيراً، قبل أن ينسحبوا» امس. ونقل عن نازحين من البلدة أن القوات النظامية «أعدمت عدداً من الرجال في البلدة»، من دون أن تعرف أي تفاصيل إضافية عنهم أو عن عددهم. وكان معسكر المسطومة المعروف بمعسكر طلائع البعث يستخدم أساساً في فصل الصيف لمخيمات الكشفية في سورية. بعد معركة جسر الشغور في حزيران (يونيو) 2011 التي قتل فيها العشرات من عناصر القوات النظامية، حول النظام هذا المخيم إلى معسكر مدعم بالدبابات والقوات. من جهة ثانية، قال المرصد إن مقاتلين معارضين «أسقطوا طائرة مروحية في قرية كراتين كانت في طريقها إلى مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب الذي يحاصره مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الإسلامية منذ أيام ويحاولون اقتحامه» امس. وأفاد المرصد وسكان في المنطقة عن تراجع المعارك في محيط مطار تفتناز. وفي محافظة حلب (شمال)، وقعت اشتباكات عنيفة في محيط مطار النيرب العسكري واستهدف مقاتلون معارضون المطار بقذائف عدة. ونقل مراسل فرانس برس عن سكان في مدينة حلب أن الجيش السوري أعاد السيطرة على حي الأشرفية ذي الغالبية الكردية بعد محاولة مسلحين معارضين التقدم إليه خلال اليومين الماضيين. وقال حسام ع. من سكان الأشرفية (38 سنة) الذي يعمل مصوراً إن «الجيش السوري أعاد السيطرة على منطقة الأشرفية في شمال غربي مدينة حلب مساء الاثنين بعد دخول مسلحي المعارضة إلى الحي قادمين من حي بني زيد المجاور والواقع تحت سيطرتهم». وأشار إلى «اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة نجح في نهايتها الجيش باستعادة الحي وإقامة حاجز له على الدوار الأول». وأفاد المرصد من جهته عن اشتباكات وعمليات قصف في أحياء أخرى من حلب. وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة لقصف من القوات النظامية في موازاة اشتباكات في منطقة السيدة زينب قرب دمشق وفي داريا جنوب غربي دمشق ومحيطها، بحسب المرصد الذي أشار إلى سقوط ثلاث قذائف على مدينة جرمانا المسيحية الدرزية أسفرت عن إصابة تسعة مواطنين بجروح. ويرجح أن يكون مصدر القذيفة مواقع مقاتلي المعارضة. وشهدت جرمانا خلال الأشهر الماضية تفجيرات عدة أوقعت العديد من الضحايا. وفي محافظة الرقة (شمال)، ذكر المرصد أن حريقاً اندلع في مستودعات تجميع القطن قرب بلدة عين عيسى التي شهد محيطها اشتباكات عنيفة. إلى ذلك، تبنت جبهة النصرة الإسلامية في شريط فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت قتل ثلاثة جنود سوريين في دير الزور في شرق سورية بعد أن اتهمتهم باغتصاب فتاة سورية. ويعود تاريخ الشريط المصور إلى الخامس من كانون الثاني (يناير)، ويظهر فيه ثلاثة رجال جالسين أمام علم اسود يحمل شهادة «لا اله إلا الله» ومحاطين بمسلحين برشاشات. ويقوم احدهم من دون أن يظهر في الشريط باستجوابهم، فيصرحون عن أسمائهم ومن أي منطقة يتحدرون ويقولون انهم علويون يخدمون في صفوف الجيش.