أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر دولة محورية في المنطقة وتعد عامل الإستقرار فيها، متحدثاً عن جوانب عدة من العلاقة المصرية مع كل من الولاياتالمتحدة ودول الخليج وفلسطين وأيضاً الداخل المصري. أميركا وقال السيسي في حديث أجرته معه محطة الإذاعة العامة الأميركية "بي بي اس" إن العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة "علاقة استراتيجية، حتى مع وجود اختلافات في وجهات النظر تجاه بعض القضايا، وهو أمر طبيعي إلا أنها تبقى علاقة مستقرة وقوية". وأضاف السيسي في حواره ان ما تطلبه "مصر من واشنطن هو أن تقدر طبيعة الوضع الحالي في مصر، التي تعيش في حالة ثورية منذ أربع سنوات، وأن تدرك أن الشعب المصري يتطلع إلى الحرية والديموقراطية وأنه ملتزم بحقوق الإنسان، إلا أنها تعيش ظروفاً صعبة في التصدي للإرهاب على عدة جبهات". التحالف ضد "داعش" وفيما يتعلق بالتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمواجهة "الدولة الإسلامية" (داعش)، قال السيسي إنه بغض النظر عن المسميات فإن "مصر جزء من هذا التحالف لمكافحة الإرهاب، مشدداً على أهمية عدم الإنجرار للوقوع في فخ تحديد المسميات المختلفة للجماعات الإرهابية. وأوضح أنه يجب التركيز على فكرة المواجهة الشاملة للإرهاب من كافة جوانبه كما تفعل مصر الآن". "الإخوان المسلمين" ورداً على سؤال بشأن الطريقة التي تم بها تنحية الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم، أوضح السيسي انه "لم تكن هناك آلية لمحاكمة الرئيس وتنحيته وفقاً للدستور السابق، إلا عبر الاحتجاجات الشعبية، وانه إذا كانت إرادة 30 مليون مصري هو ما يصفه البعض بالإنقلاب، فحقيقة ما حدث أن ما فعله الجيش كان نزولاً عند رغبة الشعب المصري فقط". وشدد السيسي على أنه لا يرفض الرأي الآخر لكن ما يطلبه من مؤيدي الأخوان ألا يتحول دعمهم للجماعة "إلى عنف وإرهاب"، وطالب السيسي أنصار الأخوان بالتوقف عن "إيذاء المصريين ووضع العبوات المتفجرة في الشوارع والقطارات ومحطات توليد الكهرباء"، مؤكداً أن إرادة المصريين هي التي "ستحدد طبيعة وشكل العلاقة مع الأخوان مستقبلاً"، وأضاف أن "هذا سيتوقف على استعداد الجماعة لنبذ العنف والاعتذار للمصريين والاستجابة لمطالب الشعب". مصر والخليج وردا على سؤال بشأن المساعدات المالية التي تلقتها مصر من دول الخليج خلال الفترة الماضية، قال السيسي إن "هذه المساعدات لعبت دوراً مهماً في منع انهيار إقتصاد الدولة، حين كانت مصر تواجه مشكلات صعبة بسبب تراجع عائدات السياحة، بالإضافة إلى تفجر مشكلات عدة على صعيد إمدادات الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي وأن هذه المساعدات كان لها دور في منع الانهيار آنذاك". فلسطين وحماس وفي الشق الفلسطيني، أشار السيسي إلى طبيعة العلاقة مع "حماس"، قائلاً إن "مصر واجهت مشكلة الأنفاق لفترة طويلة، كانت تهدد الأمن القومي المصري خاصة مع عمليات التهريب التي كان تتم عبر الأنفاق". وأضاف إن "مصر تفتح معبر رفح أمام حركة الأفراد من وإلى غزة، إضافة إلى سماحها بعبور المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة وأنه لا مشكلة في ذلك" . وفي ما يتعلق بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإحلال السلام في الشرق الأوسط، قال السيسي إن "المشكلة الرئيسية تكمن في توافر الإرادة السياسية لإنهاء الصراع على أساس القرارات الدولية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الأراضي المحتلة في حزيران (يونيو) ،1967 وأن يتم وقف إطلاق النار بين الطرفين ويلي ذلك بدء التفاوض بين الجانبين وصولا للحل النهائي". ويأتي كلام السيسي على هامش زيارته إلى نيويورك، في خطوة قد تذيب الجليد الحاصل بين مصر والولاياتالمتحدة، بعد أن كانت أميركا قررت في بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تجميد جزء من المساعدات العسكرية لمصر، إثر تدخل الجيش للإطاحة بمرسي، احتجاجاً على ما تعتبره "انقلاباً عسكرياً".