أفيد أمس أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) نفّذ أحكاماً بالإعدام في حق أكراد سوريين بعد سيطرته على عشرات من قراهم في ريف كوباني (عين العرب) على مقربة من الحدود التركية. وجاءت الأنباء عن الإعدامات في وقت أعلنت أنقرة أن 60 ألف نازح من الأكراد السوريين دخلوا إلى أراضيها، بينما قال ناشطون إن قرابة 300 مقاتل كردي عبروا من تركيا إلى الأراضي السورية للمشاركة في التصدي للهجوم الواسع الذي يقوم به تنظيم «الدولة». وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من محافظة حلب أمس: «لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في عدة مناطق بريف مدينة عين العرب (كوباني)، بالتزامن مع وصول مئات المقاتلين من المناطق الكردية في تركيا، وانضمامهم إلى وحدات حماية الشعب الكردي». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن أكثر من 300 مقاتل كردي دخلوا ليلة الجمعة - السبت إلى سورية للمساعدة في التصدي لتقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» صوب كوباني (عين العرب) الكردية الحدودية. ونقلت وكالة «رويترز» عنه إنه لم يتضح إلى أي جماعة ينتمي المقاتلون لكنه قال إنهم انضموا إلى وحدات حماية الشعب الكردي. وأشار «المرصد» تحديداً إلى «اشتباكات عنيفة» وقعت بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «الدولة» في قرية قره موغ التي كان يتواجد فيها «آلاف النازحين من الأكراد في ريف عين العرب» والذين سمحت لهم السلطات التركية بالدخول إلى أراضيها «عقب 24 ساعة من بقائهم في العراء على الحدود». ونقل «المرصد» عن مواطنين أكراد من ريف عين العرب (كوباني) أن «تنظيم «الدولة الإسلامية» أعدم 11 مواطناً كردياً على الأقل من ذويهم في قرى بريف كوباني، ومن ضمنهم فتيان، كما وردت معلومات عن استشهاد مواطنة جراء إصابتها برصاص قناص من تنظيم الدولة الإسلامية». ولم تقتصر الإعدامات المزعومة على الأكراد، كما يبدو، إذ نقل «المرصد» عن مصادر موثوق بها «أن تنظيم الدولة الإسلامية أعدم مواطنين اثنين في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، والتي يسيطر عليها التنظيم، أحدهما بتهمة التعامل مع «الصحوات» والآخر بتهمة «الردة». ويُطلق تنظيم «الدولة» اسم الصحوات على جماعات إسلامية معارضة له، تيمناً بجماعات عراقية مسلحة انقلبت على تنظيم «القاعدة» في العراق قبل سنوات. واندلعت مواجهات عنيفة بين الأكراد و «الدولة الإسلامية» مساء الثلثاء في محيط بلدة كوباني (عين العرب) حيث تمكن التنظيم المتطرف من السيطرة على قرابة ستين قرية ليحكم حصاره على كوباني. وأكدت أنقرة أنها فتحت الحدود أمام 60 ألف لاجئ كردي فروا من مناطقهم خوفاً من بطش «الدولة» والفظاعات التي ترتكبها. كما أفاد مصور لفرانس برس إن الآلاف لا يزالون يتجمعون على الحدود أمس السبت، فيما أعلن «المرصد» أن مصير 800 كردي من سكان القرى التي سيطرت عليها «الدولة» ما زال مجهولاً. وبحسب «المرصد»، قُتل ما لا يقل عن 18 من عناصر «الدولة» في اشتباكات مع الأكراد السوريين الليلة قبل الماضية قرب عين العرب. وأول من أمس الجمعة دعا الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني إلى تدخل دولي لحماية كوباني من تقدم «الدولة الإسلامية»، مطالباً بضرب عناصر هذا التنظيم والقضاء عليهم أينما وجدوا. وفي إسطنبول، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كرتلموش أن قرابة 45 ألف كردي هربوا إلى تركيا آتين من سورية منذ الخميس بسبب المعارك بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية». وصرح كرتلموش أمام صحافيين غداة فتح الحدود التركية أمام اللاجئين «حتى هذه الساعة، عبر 45 ألف كردي من سورية الحدود ودخلوا إلى تركيا من ثماني نقاط عبور مختلفة». وقدمت الحكومة التركية لاحقاً حصيلة جديدة تفيد ان 60 الفاً عبروا الحدود من سورية. وقد اضطرت تركيا الجمعة لفتح حدودها بشكل طارئ لاستقبال آلاف من أكراد سورية مرغمين على الرحيل بسبب تقدم تنظيم «الدولة» في ريف عين العرب. وبعد رفضها لبعض الوقت دخول هؤلاء اللاجئين سمحت السلطات التركية في نهاية المطاف بدخول آلاف الأشخاص عند منتصف النهار إلى بلدة دكمداش غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين. وبررت الحكومة الإسلامية المحافظة في أنقرة هذه البادرة «الاستثنائية» بشراسة المعارك الدائرة في الجانب السوري. وقال حاكم محافظة شانلي اورفة عز الدين كوتشوك «قررنا استضافة هؤلاء السوريين اضطراراً لأنهم كانوا محصورين في أرض محدودة جداً ومهددين بالمعارك». وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو من جانبه «سنساعد جميع النازحين بكل وسائلنا لكن هدفنا الرئيسي هو مساعدتهم، إن أمكن داخل الحدود السورية». وبموجب سياسة «الباب المفتوح» التي تعتمدها تستقبل تركيا اليوم نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري هربوا من المعارك الدائرة منذ 2011 بين المسلحين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد والقوات السورية النظامية. لكن قدرات الاستقبال في المخيمات التي أقيمت على طول الحدود تم تجاوزها منذ مدة طويلة ويعيش أكثر من مليون منهم في مدن البلاد غالباً في الشارع ما يتسبب بحوادث متكررة مع السكان المحليين. وترفض تركيا العضو في الحلف الأطلسي المشاركة في أي عملية عسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في إطار الائتلاف الذي تمت تعبئته حول الولاياتالمتحدة.