تمكنت "القوات الكردية والإتحادية العراقية" من استعادة بعض البلدات والمواقع الّتي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بدعم جوي أميركي، لكن استعادة السيطرة على محافظة الموصل، ما زالت تشكل تحدياً عسكرياً لها. وقال قائد "قوات البيشمركة" في منطقة الخازر (تبعد 30 كيلومتراً عن شمال الموصل) روز نوري شاويس إن "الظروف غير متوافرة الآن لبدء معركة لاستعادة المدينة، لأنّ ميزان القوى لا يزال في مصلحة العدو". وأوضح شاويس الّذي تمّ تعينه في الحكومة العراقية الجديدة وزيراً للمال: "نحن في حاجة إلى تعاون حقيقي من جانب المجتمع الدولي. يجب عليهم تقديم مساعدات عسكرية في شكل منتظم وثابت". وأعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الأسبوع الماضي أن "استعادة السيطرة على الموصل هدف أساس بالنسبة لبغداد". وأضاف: "نظراً للعمليات العسكرية التي سنقوم بها، أعتقد بأن ذلك لن يكون أمراً صعبا"ً. في المقابل، رأى "مدير المركز الإستراتيجي والدولي للدراسات" أنتوني كوردسمان أنّ استعادة السيطرة على المدينة الشمالية "سيستغرق شهراًعلى الأقل، إلا في حال إنهيار "داعش" لأسباب داخلية". وأشار كوردسمان إلى أن "البيشمركة لم يكن لديها أسلحة ثقيلة"، في وقت وضع التنظيم يده على الترسانة العسكرية التي خلّفها الجيش العراقي بعد فراره. يذكر أنّ "القوات العراقية" حقّقت نجاحات محدودة بفضل الدعم الجوي الأميركي. استعادت السيطرة على سد الموصل في آواخر آب (أغسطس) الماضي وتمكنت "القوات الكردية" الأسبوع الماضي من استعادة السيطرة على سبع قرى في سهل "نينوى" الذي يمتد إلى الموصل. وفي سياق متصل، قال مسؤول نشرة "إنسايد إيراكي بوليتكس"، كيرك سويل: "تحاول القوات الحكومية استعادة السيطرة على مدينة تكريت لكنها تواجه بالفشل، كما أنها تبذل أقصى جهودها للحفاظ على مدينة الضلوعية في شمال بغداد، ولذلك سيكون من الصعب التقدم نحو الموصل". وأكّد أنّ "قوات "النخبة العراقية" بإمكانها لعب دور فعّال في ظروف مشابهة، لكنّها لا تزال قليلة العدد، كما أنّه لا يمكن ل"قوات البيشمركة" الدخول إلى الموصل لأنها مدينة عربية". وأضاف: "قبل بدء الهجوم المضاد ينبغي حلّ المشكلات السياسية التي تكبل العراق". من جهته، قال الخبير العسكري في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" بن باري إن تنظيم "الدولة الإسلامية" بانكفائه تجاه المدن يريد دفع القوات الأميركية والعراقية إلى استهداف المدنيين أثناء محاولتهم ضرب الجهاديين، وسيستخدم الأخير وسائله الدعائية لتحريض السنّة ضد الحكومة العراقية". يذكر أنّ العديد من الدول بدأت بتسليم أسلحة للمقاتلين الأكراد وإرسال خبراء لتدريبهم على استخدامها، ووجهت فرنسا أولى ضرباتها الجوية يوم الجمعة الماضي إلى مستودع لوجستي للتنظيم.