فجّر مسلحو تنظيم «داعش» آبار نفط، شمال غربي الموصل، بالتزامن مع سيطرة «البيشمركة» الكردية على مناطق واسعة ووصولها إلى مشارف ناحية زمار، فيما أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اتفاقاً على «تنسيق دائم» مع قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأميركي. وبدأت القوات الكردية منذ أيام حملة مدعومة بغطاء جوي أميركي لاستعادة ما سيطر عليه «داعش» من المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد، وشكلت استعادة سد الموصل أخيراً نقلة مهمة ل»البيشمركة» شمال وغرب الموصل. وأفاد مصدر أمني «أنها تمكنت من السيطرة على عدد من القرى الواقعة حول ناحية زمار، منها شيخانوك وعين عويز، وحمد آغا، وباتت تبعد عن زمار كيلومترين فقط». وأضاف أنها «سيطرت أيضاً على جبال بطانة الواقعة بين زمار وناحية ربيعة، فضلاً عن قريتي المحمودية وسعودية قرب الحدود مع سورية». وأشار المصدر إلى أن «مسلحي داعش أحرقوا آبار النفط في عين زالة (على بعد ثلاثة كيلومترات شمال زمار)، مع تقدم قوات البيشمركة، كما أقدم العدو على نسف مزارات تاريخية للطائفة الكاكئية الكردية في قضاء الحمدانية شرقي الموصل». وأبلغ بارزاني إلى شيوخ عشائر عربية ومنها عشيرة شمر القاطنة في منطقة ربيعة، غرب الموصل، أن «الشعب الكردي كان دائما مع التعايش والتآلف بين المكونات العراقية»، لكنه هدد «المتعاونين مع الإرهاب بأقسى العقوبات، مع الحفاظ على حياة باقي المواطنين». على صعيد التعاون العسكري كشف بارزاني عقب لقائه قائد المنطقة الوسطى للقوات الأميركية المكلفة أمن الشرق الأوسط الجنرال لويد اوستن «اتفاقاً للتنسيق الدائم بين القوات الأميركية والبيشمركة في الحرب على إرهابيي داعش»، كما حذر خلال لقائه وفداً يمثل الحكومة البريطانية من «الاستخفاف بقدرات التنظيم العسكرية، ما يحتاج تعاوناً دولياً». وفي سياق مواقف الدول الغربية إزاء تقديم الأكراد، أعلنت الحكومة التشيكية «الموافقة على تزويد البيشمركة ذخيرة وأسلحة وقذائف صاروخية وقنابل يدوية بقيمة مليوني دولار»، وفي الأثناء كشف الناطق باسم الحكومة الألمانية ستيفان سيبرت أن بلاده «ستتخذ قراراً نهائياً الأحد المقبل في ما يتعلق بتسليح تزويد البيشمركة».