يحسم الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال أيام، تعيينات في إدارته لولايته الثانية تتعلق بمناصب أمنية، وفي مقدمها منصب وزير الدفاع خلفاً لليون بانيتا. ويتصدر السناتور الجمهوري السابق تشاك هاغل لائحة المرشحين، لكن حظوظه تعرقلت بسبب حملة إعلامية ضارية من اللوبي الإسرائيلي انتقدت مواقفه من إيران. ويتمتع هاغل، السناتور السابق عن ولاية نيبراسكا، بخبرة 12 سنة في مجلس الشيوخ، وتحديداً في مجال موازنة الدفاع، ما يسمح له بخوض مفاوضات محورية في السنوات الأربع المقبلة، لإعادة صوغ برامج «البنتاغون» والحدّ من الإنفاق. وسعى أوباما إلى الإفادة من هذه الخبرة، إلى جانب كون هاغل محارباً سابقاً في الجيش الأميركي، وانتمائه إلى الحزب الجمهوري، ما يفيد الرئيس في أوساط المستقلين. لكن السناتور السابق أثار حفيظة اللوبي الإسرائيلي بسبب انتقاده قوة مجموعات الضغط التي وصفها بأنها «لوبي يهودي»، ما اعتبره بعض أنصار إسرائيل وصفاً «معادياً للسامية». وهو رفض مرات توقيع رسائل لمصلحة هذا «اللوبي» في الكونغرس، وقال علناً إنه يمثل «أميركا وليس إسرائيل». كذلك أقلقت مواقف هاغل الداعية إلى حوار مباشر مع إيران والمحذرة من الخيار العسكري ضدها، الجناح المتشدد في السياسة الخارجية الأميركية، لذا أطلقت لجنة العلاقات الإسرائيلية - الأميركية (أيباك) إعلانات تلفزيونية انتقدت مواقف هاغل، ورفضه ممارسة ضغوط على الاتحاد الأوروبي لإدراج «حزب الله» على لائحة المنظمات الإرهابية. ويؤيد هاغل الانخراط مع حركة «حماس» الفلسطينية، علماً انه ينتمي إلى التيار الأميركي البراغماتي الذي دافع عن زيارة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون إلى الصين في السبعينات من القرن العشرين، ويعتبر سياسة الانخراط مفيدة للولايات المتحدة وتحقق مكاسب استراتيجية واقتصادية لها. وقد تُعيق الحملة المنظمة ضده وامتعاض عدد متزايد من النواب من مواقفه، تعيين هاغل وزيراً للدفاع. وحاول مسؤولون سابقون بينهم المستشاران السابقان للأمن القومي برنت سكوكروفت وزبيغنيو بريزنسكي الدفاع عن هاغل، كما بعث ديبلوماسيون سابقون رسالة إلى أوباما لدعم ترشيحه، وعززوها بمقالات مؤيدة له وقعها كتاب معروفون بينهم توماس فريدمان من صحيفة «نيويورك تايمز». أما معارضوه، فدفعوا باسم المساعدة السابقة لوزير الدفاع ميشيل فلورنوي، القريبة من أوباما والتي ستكون في حال تعيينها أول امرأة تتولى المنصب. ويعكس الجدل حول هاغل صورة التجاذبات في واشنطن، وتراجع تأثير المحافظين الجدد وحتى اللوبي الإسرائيلي الذي يجد نفسه في موقع دفاعي، علماً أن غالبية تعيينات أوباما تعكس نهجه البراغماتي والوسطي، ما يقربه من حقبة جورج بوش الأب في السياسة الخارجية. وفي حال ترشيح هاغل لمنصب وزير الدفاع، فسيواجه جلسات استماع ساخنة من اجل توضيح مواقفه من إسرائيل وإيران وسياسة الانخراط.