أعلن تشاك هاغل، الذي رشحه الرئيس باراك أوباما رسميا لتولي حقيبة الدفاع في إدارته الجديدة، إنه لا يوجد أي دليل على مناهضته لإسرائيل. وقال هاغل، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري السابق عن نيبراسكا في مقابلة مع صحيفة "جورنال ستار" الاثنين تلت ترشيحه رسمياً من قبل أوباما "لا يوجد أي دليل صغير على أنني مناهض لإسرائيل، ولا أي تصويت من قبلي (في مجلس الشيوخ) يضرّ بإسرائيل". وجاء كلام هاغل ردا على منتقديه الذين قالوا انه مناهض لإسرائيل، واتهمهم "بتشويه" سجله. وقال هاغل إنه لم يوافق على بعض القرارات المدعومة من جماعات مؤيدة لإسرائيل "لأنه كان لها نتائج عكسية ولن تحلّ المشكلة"، وسأل "كيف يدعم ذلك عملية السلام في الشرق الأوسط؟ ما يصب في مصلحة إسرائيل هو أن تتم مساعدة إسرائيل والفلسطينيين في إيجاد طريقة سلمية للعيش معا". صحيفة: البيت الأبيض يخشى تدخل نتنياهو لدى الكونغرس لعرقلة المصادقة على تعيين هاغل وزيراً للدفاع وانتقد أعضاء في الكونغرس هاغل لرفضه في الماضي أيضا فرض عقوبات اقتصادية على إيران التي تتهمها الدول الغربية بالسعي لحيازة سلاح نووي. وردا على ذلك، أوضح هاغل أنه اعترض على عقوبات تتبناها الولاياتالمتحدة دون سواها، مشددا على تأييده لعقوبات تصدر عن الأممالمتحدة. وقال "لم أؤيد العقوبات الأحادية لأننا لن ننجح حين نكون وحدنا". وكان الرئيس الأميركي رشح هاغل لمنصب وزير الدفاع، في حين رشح مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه)، وحث مجلس الشيوخ على التصديق على تعيينهما بسرعة. وينتقد أعضاء في مجلس الشيوخ مواقف لهاغل يرون أنها تعارض مصالح إسرائيل، مثل التصويت ضد العقوبات الأميركية على إيران، ما قد يعني أن الرئيس قد يواجه تحدياً في التصديق على ترشيحه في المجلس. الى ذلك انتقد رئيس البرلمان الاسرائيلي رؤوفين ريفلين امس تسمية الرئيس الاميركي اوباما لتشاك هاغل لتولي حقيبة الدفاع معتبرا ان ذلك يشكل "مصدر قلق" لاسرائيل. وقال ريفلين في بيان ان "نظرية +العزلة المريحة + التي ينادي بها هاغل تغير استراتيجية الولاياتالمتحدة في العالم" في اشارة الى مواقفه حول التدخل العسكري الاميركي مضيفا ان "هذا المبدأ يشكل مصدر قلق لاسرائيل ولكن يجب الا يخيفها". من جانبها قالت صحيفة إسرائيلية، امس، إن تخوفاً يسود في البيت الأبيض من محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إحباط أو وضع عراقيل أمام مصادقة الكونغرس على تعيين وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هاغل من خلال مؤيدين لنتنياهو في واشنطن. وقالت صحيفة "معاريف" إن "البيت الأبيض خشي أن نتنياهو، وبواسطة مؤيديه في واشنطن، قد يحبط أو يصعّب المصادقة على تعيين هاغل في مجلس الشيوخ". ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي، قوله إنه "بالنسبة لنا، ستسير الأمور بشكل غير لطيف بعد تعيين هاغل.. وتعيينه يثير تخوفاً شديداً حيال كيفية تأثير أفكاره على السياسة الأميركية تجاه إسرائيل". وأشارت الصحيفة إلى أن التوجس في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي من تعيين هاغل نابع من مواقفه المعارضة لمهاجمة إيران وتأييده للحوار معها وعقب دعوته إلى الحوار مع حركة حماس والاعتراف بها، وهو ما يتعارض مع السياسة الرسمية الإسرائيلية على الأقل، إذ إن إسرائيل أجرت مفاوضات غير مباشرة مع حماس حول تبادل أسرى ووقف إطلاق النار خلال عملية (عمود السحاب) العسكرية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وتتخوف إسرائيل من احتمال تغيّر طبيعة التعاون الأمني بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل بعد تولي هايغيل وزارة الدفاع، لكن الصحيفة أشارت إلى أنه في هذه الأثناء لا يتوقع المس بالمساعدات الأميركية لإسرائيل والتي تبلغ 3 مليارات دولار سنويا. وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض يعي التخوفات الإسرائيلية من تعيين هاغل وزيرا للدفاع ولذلك تم إرسال رسائل تهدئة إلى إسرائيل بواسطة قادة المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، وجاء فيها إن "هاغل ليس معادياً لإسرائيل"، وأنه "في جميع الأحوال سينفذ سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما". ونقلت عن مصادر أميركية لم تشر إلى هويتها، قولها إن الانتقادات حول تعيين هاغل قد تمس بالحملة الانتخابية لنتنياهو وقائمة "الليكود بيتنا" التي يرأسها مع اقتراب الانتخابات العامة في 22 كانون الثاني/يناير الجاري. وقالت المصادر الأميركية ذاتها إن "هاغل هو معادي ل بيبي (أي نتنياهو) ومعاد لليكود، ومن شأن تعيينه أن يتحول أداة بأيدي معارضي نتنياهو في الانتخابات"، لكنهم أشاروا إلى أنه تربط هايغيل علاقات صداقة واحترام مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك. وذكرت الصحيفة إنه خلافا للأنباء التي ترددت، فإن اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة "ايباك" لم يبعث برسائل ضد تعيين هاغل، وأن قياديين في هذا اللوبي سيزورون إسرائيل خلال الأسبوع الحالي وسيلتقون مع نتنياهو وأنه سيتم بحث التعيينات الجديدة التي أقدم عليها أوباما وبينها تعيين السيناتور، جون كيري، وزيرا للخارجية الذي تستاء إسرائيل من تعيينه أيضا بسبب تأييده لقيام دولة فلسطينية وزيارته إلى غزة بعد الحرب الإسرائيلية ضدها في نهاية العام 2008. من جهتها، رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن تعيين هاغل هو "عقاب أوباما لنتنياهو" بعد تدخل الأخير في انتخابات الرئاسة الأميركية وتأييده للمرشح الجمهوري ميت رومني. وأشار الكاتب في الصحيفة، سيفر بلوتسكير، إلى أنه يتوقع أن يحاول الجمهوريون في مجلس الشيوخ عرقلة تعيين هاغل، لكن الأمر الواضح هو أن نتنياهو لن يتمكن من الاتصال بسرية مع أوباما ومنع التعيين بسبب الأزمة في العلاقات بينهما.