عمّت الفرحة قطاع غزة في أعقاب تصويت 183 دولة في الجمعية العامة في الأممالمتحدة ب «نعم» لدولة فلسطين بصفة مراقب في الأممالمتحدة. ونزل الفلسطينيون الى الشوارع ابتهاجاً بهذا الحدث الذي وصفه البعض بأنه «تاريخي». وانطلقت مسيرات جماهيرية في كل محافظات قطاع غزة للتعبير عن الفرحة، وأطلقت ألعاب نارية في الهواء. كما حفلت صفحات التواصل الاجتماعي بآلاف التعليقات المؤيدة والمساندة لهذه الخطوة، فيما رحبت حركة «حماس» بها رغم انها اعتبرت ان «فلسطين من النهر للبحر». واعتبر رئيس الحكومة التي تقودها «حماس» في قطاع غزة اسماعيل هنية أن القرار «تتويج لصمود الشعب الفلسطيني ونضالاته وتأكيد للنصر الذي حققته غزة وتفجرت به شوارع الضفة والقدس خلال الايام الماضية»، واصفاً وقوف كل هذه الدول مع الشعب الفلسطيني بأنه «رفع للغطاء عن الاحتلال على المستوى الدولي». وشدد «على قاعدة التزام الثوابت وعدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التنازل عن شبر من أرض فلسطين»، مشيراً الى «اننا بحاجة الى تكريس الوحدة على استراتيجية المقاومة والثوابت». وقال الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» الدكتور رمضان عبدالله شلح ان قبول دولة فلسطين في الأممالمتحدة عضو غير مراقب «سيعيد وطن فلسطين بكامله من النهر الى البحر من الطبيعي ان نبارك هذه الخطوة». وأوضح: «في ضوء الخطاب لرئيس السلطة (محمود عباس) أبو مازن في الأممالمتحدة، والذي قيل انه إنجاز وفرصة تاريخية، نقول ان هذه الخطوة التي تأتي في ذكرى ما يسمى قرار تقسيم فلسطين وهذا الحديث عن دولة غير عضو ونحن نسأل هنا: عن أي فلسطين نتحدث؟، إذا كان الحديث عن وطن فلسطين بكامله من النهر إلى البحر، فمن الطبيعي أن نبارك ذلك». واضاف: «أما إذا كان يراد وضع سقف للحق الفلسطيني، حق الأمة في فلسطين كل فلسطين، والقبول بدولة على حدود عام 1967 يصادر المحتل الإسرائيلي فيها نصف الضفة الغربية، هنا يتم الحديث عن قرار يؤدي إلى شطب الجزء الأكبر من حقنا في فلسطين تحت إطار وسقف ما يسمى المفاوضات والتسوية والشرعية الدولية الظالمة التي أوجدت إسرائيل واعتنت بها وحمتها». من جهته، اعتبر عضو اللجنة المركزية العامة ل «الجبهة الشعبية» كايد الغول أن النجاح في استصدار قرار في الجمعية العامة، وبهذه النسبة، بمنح فلسطين صفة دولة مراقب، يشكل انتصاراً وتقدماً في مكانة القضية الفلسطينية في إطار المؤسسة الدولية. وانتقد ما تضمنه القرار من ربط حق العودة وفقاً بما جاءت عليه المبادرة العربية، مشيراً أن هذا «ينتقص مما جاء في قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بهذا الحق، فشعبنا ليس بحاجة إلى إعادة تكييف هذا القرار بما ينتقص من حق العودة». وقال مدير مركز «الميزان» لحقوق الانسان عصام يونس على صفحته الشخصية على «فايسبوك» أن «حصول الفلسطينيين على صفة الدولة غير العضو في الأممالمتحدة، هو نجاح ديبلوماسي يجب ان لا يجري تضخيمة او التقليل من قيمته»، لافتاً الى أن «هذا القرار سيكون بلا معنى اذا لم يتم استغلال الفضاء السياسي والديبلوماسي والقانوني الذي سيوفره». ودعا الى تحصين القرار فورا ب «إيداع صك الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية عبر توقيع ميثاق روما، وتحديد المرجعيات القانونية المتوافق عليها من الكل الفلسطيني والتي لا تنازل عنها في أي عملية سياسية لاحقة، من خلال وثيقة مرجعية لها تتبناها قمة عربية يدعى لانعقادها فورا، وهو ما يعني ان لا تفاوض على أسس المرجعيات السابقة التي لم تؤد إلا إلى استمرار وجود الاحتلال بشكليه القانوني والمادي ومصادرة مزيد من الأراضي وتوسيع المستوطنات وإقامة جدار الفصل العنصري وتهويد القدس وفرض حصار على غزة ومزيد من العدوان عليها». وطالب عباس بالتوجه «إلى غزة لوضع حد لانقسام أدمى قلوبنا وأوجعها ولنعيد معاً الاعتبار للمشروع الوطني عبر الاشتباك السياسي والقانوني والديبلوماسي مع الاحتلال، لن ينتصر العالم لنا ولن يقترب منا ونحن منقسمين». وأعلن أحد الشبان عن فخره بأنه مواطن في دولة فلسطين، وانه سيكتب على جواز سفره «دولة فلسطين»، فيما قالت أخرى: «أخيراً حيفهموا لما يشوفوا جوازات سفرنا في المطارات». كما روّج عدد من الناشطين على الشبكة العنكبوتية صورة، مقسومة الى قسمين، الاولى لخريطة فلسطين كاملة، والثانية لخريطة الدولة الفلسطينية المعترف بها دولياً «مقطعة الأوصال»، معتبرين أن هذه الخطوة تنازل عن حق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة على كامل أرضه التاريخية.