خرج الفلسطينيون بالآلاف الى الشوارع عند منتصف الليلة قبل الماضية (بتوقيت فلسطين) ابتهاجا بما اعتبروه انتصارا تاريخيا بحصول فلسطين على عضوية بصفة مراقب في الاممالمتحدة. فما ان اعلن نتائج التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة وحصول دولة فلسطين على عضوية غير دائمة باغلبية 138 دولة حتى عمت مظاهر الفرح كافة المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية، واحتشد الآلاف في الميادين والساحات العامة، مرددين الاهازيج ورافعين اعلام فلسطين مع الرقم 194 وصور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الراحل ياسر عرفات. وانطلقت مسيرات بالسيارات جابت الشوارع القرى والمدن مطلقة العنان لابواقها عند منتصف الليل، واطلقت الالعاب النارية بكثافة، احتفالا بالحصول على شهادة ميلاد لدولتهم المنشودة. احتفالات في رام الله بالقرار (أ.ف.ب) وفي تصريح له قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، امس الجمعة: اليوم هزم الاحتلال الإسرائيلي وانتصرت دولة فلسطين وشعب فلسطين. بعد اليوم لن ينجو أحد من العقاب والعالم وقف مع الحق وضد الاحتلال". كما اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، الجمعة، إن حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأممالمتحدة جاء تتويجا لانتصار المقاومة في قطاع غزة على قاعدة عدم التنازل أو التفريط. وقال هنية في كلمته خلال اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام، في السجون الإسرائيلية، إن حكومته ترحب بما حدث في الأممالمتحدة "مع التزامنا بالاستراتيجية الثابتة نحو تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر ومن شرقها إلى غربها". طفلة في غزة تلوح بإشارة النصر أثناء المسيرات ورأى أنّ "زمن الانتصارات للاحتلال الصهيوني ولى بلا رجعة، وأن معركة حجارة السجيل (الاسم الذي اختارته حماس في مواجهة عملية عامود السحاب الإسرائيلية) كانت فاصلة بين عهدي المرابطة والاستعداد إلى عهد المباغتة ومشاركة الأمة في تحرير أسراها ومسراها". وقال إن "الصمود الذي حققته غزة مؤخرا سيترك أثرا كبيرا في معنويات الأمة وعقليتها، وسيضعها أمام مرحلة التحرير الشامل لفلسطين والأقصى". من جانبه، اعتبر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح في بيان له اليوم الجمعة قرار الجمعية العامة بقبول فلسطين عضو مراقب في الأممالمتحدة "انتصارا لشعبنا وقضيته وخطوة سياسية هامة في الاتجاه الصحيح". وطالب ملوح الرئيس محمود عباس بدعوة الإطار القيادي للمنظمة عقب عودته من نيويورك، لتأكيد الشراكة الوطنية وتجسيدها، مضيفا "نحن لن نيأس من قضية الوحدة، لأنها قانون وطريق الانتصار". وأضاف ملوح: الوحدة الوطنية هي إرادة سياسية، وإن الشعب الفلسطيني متوحد ميدانيا في مواجهة الاحتلال. كما دعا للحفاظ على تحركنا على المستوى العربي والدولي والسياسي من أجل استثمار الإنجاز، ومحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، ومن أجل إحقاق حقوقنا الوطنية التي أقرتها الشرعية الدولية.