كشفت رئيس مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة سميرة الغامدي خلال حديثها إلى «الحياة» أن المقربين من الأطفال هم أكثر من يتحرشون بهم جنسياً، مشيرة إلى أنهم يبالغون في الاهتمام بأنفسهم ونظافة هندامهم حتى لا يعرضوا أنفسهم للشك. مؤكدة أن التكتم على الجناة يعطيهم جرعة أقوى لتكرار فعلتهم. وأضافت: «لا توجد أسباب واضحة للتحرش الجنسي بالطفل، وفي الغالب يتم تسجيل حالات التحرش الجنسي التي ترصد في المستشفيات ومراكز الشرطة في السجل الوطني مابين برنامج الأمان الأسري ووزارة الصحة». ولفتت إلى أن لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في جدة تنظم اليوم (الثلثاء) ندوة بعنوان «التحرش الجنسي وخطره على الأطفال»، وذلك بمركز الفتاة الاجتماعي بجدة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، بحضور 100 شخصية نسائية من صاحبات الأعمال وسيدات المجتمع والمهتمين بقضايا العنف الأسري بالتعاون مع جمعية حماية الأسرة بجدة. وتهدف الندوة إلى المشاركة في النهوض بالمجتمع ثقافياً، اجتماعياً، اقتصادياً، وتوعية المجتمع بخطر التحرش الجنسي وحماية الأطفال من هذه الآفة الخطرة. واعتبرت رئيس مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة أن صمت الأطفال وعدم الإبلاغ عن هذه الحالات، إضافة إلى عادات وتقاليد المجتمع، هي السبب الرئيس في التحرش الجنسي بالأطفال، موضحة أن لجوء الأهالي إلى كتمان التحرش الجنسي الذي تعرض له الطفل يسبب له مشكلات نفسية، ويتذرع بعض الأهالي بعدم الرغبة لفضح الأمر أو عند ضغط العادات والتقاليد. وأفادت بأن إخفاء التحرش بالطفل سيعرضه للتحرش من جديد، ويعطي الجاني جرعة أقوى لتكرار الأمر سواء مع الطفل نفسه أو مع آخرين، بينما لو فُضح الجاني فإنه سينال العقاب، وسيكون رادعاً له ولغيره عن فعل مثل هذه الأمور». وحول الأسباب التي تعرض الطفل للتحرش، قالت: «إن التفكك الأسري يعتبر من أكبر العوامل التي تجعل الطفل يتعرض للتحرش،إضافة إلى قلة الوعي، وعدم وجود حوار جدي في محيط الأسرة»، مشيرة إلى أنه من المتعارف عليه في مجتمعنا أن الغريب هو من يتحرش بالطفل غالباً، ولكن من خلال الحالات التي تم رصدها ودراستها اتضح أن القريب هو أكثر من يتحرش بالطفل. ولفتت إلى أن صورة المتحرش لدينا ذو شخصية سيئة وغير مهندم، ولكن العكس هو الصحيح إذ في الغالب يكون المتحرش ذا شخصية مهذبة وطيبة وصاحب رقي في التعامل مع الطفل، إضافة إلى اهتمامه بنفسه ونظافة هندامه. كما أفادت بأن البعض يعتقد أن التحرش الجنسي هو الاغتصاب فقط، وقالت: «الاغتصاب نوع واحد من أنواع التحرش الجنسي، وتوجد أنواع أخرى يتعرض لها الطفل، فالإساءة الجنسية التي يتعرض لها الطفل من خلال مشاهدة الأفلام غير اللائقة تعتبر تحرشاً جنسياً، إضافة إلى لمس مواقع حساسة عنده بغرض التلذذ أو المشاهدة، وتعليم الطفل الألفاظ النابية كلها تعتبر ضمن التحرش الجنسي بالطفل. مشددة على ضرورة تقوية شخصية الطفل، وزرع الثقة في نفسه، إضافة إلى مراقبته وعدم إهماله. وعن علاج الطفل بعد تعرضه للتحرش، قالت: «يبقى علاج الطفل ممكناً وإن تفاوتت درجات العلاج، وعلى الأهل حسن التعامل مع الحالة الجديدة التي تعرض لها الطفل حتى لا يزيدوا الأمر سوءاً». مؤكدة على عدم معاقبة الطفل لأنه غير مذنب.