في الوقت الذي يشهد فيه العالم أكثر من مليون جريمة إلكترونية يومياً، تتجاوز كلفة خسائرها السنوية 427.5 بليون ريال، شددتّ البنوك السعودية مراقبتها وعلى مدار الساعة على ما يجري في العالم من عمليات قرصنة إلكترونية، وتجابهها تحسباً بتدعيم أنظمتها المعلوماتية المختلفة، سواء تلك التي تتعلق بأنظمتها الداخلية، أو تلك التي تتعلق بحسابات عملائها. ووفقاً للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، فإن البنوك المحلية لم تشهد أية عملية اختراق لأنظمتها المصرفية على رغم وقوع المملكة في نطاق المجموعة عالية المخاطر، التي تتعرض لمخاطر الجرائم الإلكترونية - بحسب تصنيف «كاسبر سباي» الدولي، مشددةّ على أن البنوك السعودية تستثمر أموالاً طائلة سنوياً في سبيل تطوير وتحديث أنظمتها المعلوماتية باستمرار، لجعل التعاملات المصرفية الإلكترونية مجالاً متاحاً ومفتوحاً، ولكن في الوقت نفسه آمناً. وقال الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت حافظ إن البنوك تلتزم بتطبيق أعلى المعايير الدولية لحماية أنظمتها المعلوماتية بما في ذلك البطاقات المصرفية أو ما يعرف بالمصطلح المصرفي ببطاقات الدفع التي تمنحها لعملائها، مثل بطاقات الصراف الآلي والبطاقات الائتمانية على مختلف أنواعها وأشكالها. وأشار إلى أن البنوك السعودية تطبق المعايير الأمنية لصناعة بطاقات الدفع التي أقرها المجلس المعني بوضع المعايير الأمنية لبطاقات المدفوعات عالمياً، وذلك بهدف توفير مستوى عال من الحماية والسرية للبيانات الخاصة بعمليات بطاقات الدفع والتقليل من مخاطر الاحتيال. وأضاف أن توافق البنوك السعودية مع هذه المعايير يمثل خطوة كبيرة ومهمة في سبيل رفع مستوى أمن بيانات وعمليات بطاقات الدفع الخاصة بالعملاء، وتعزيز أمن المعلومات بشكل عام في القطاع المصرفي السعودي. وأكد حافظ أنه رغم أن مجموع أعداد العمليات المصرفية التي تم تنفيذها العام الماضي من خلال أجهزة الصرف الآلي التابعة للبنوك والشبكة السعودية للمدفوعات الآلية (سبان) تجاوز حاجز 1.254 بليون عملية مصرفية، وارتفاع إجمالي أعداد بطاقات الصراف الآلي المصدرة إلى 15 مليون بطاقة، إلا أن عدد الشكاوى المتعلقة بتلك التعاملات لا يزال في حدوده الدنيا والمعقولة نسبة إلى ضخامة عدد وحجم العمليات. ولفت إلى أن المملكة تأتي في المرتبة الأولى عربياً في استخدام الإنترنت، إذ تجاوز عدد مستخدميه 14 مليون مستخدم، في حين بلغ عدد المستخدمين في العام الماضي نحو 1,2 مليون مستخدم، ما أسهم في تنامي عمليات الاحتيال عبر خدمات الإنترنت، واستحداث وسائل جديدة للاختراق في ظل الأموال الضخمة المتبادلة عبر القنوات الإلكترونية بين مختلف الجهات المحلية والعالمية. وطالب العملاء بملاحظة اختلاف مستوى الحماية لبطاقاتهم في المواقع المختلفة، والتأكد من عدم الوقوع في الأماكن المشبوهة أو المزيفة، مفضلاً أن يتم التسوق الإلكتروني من خلال بطاقات ائتمانية منخفضة الحد الائتماني، وبالذات عند التعامل مع المواقع التي لا يمكن التأكد من درجة الحماية التي توفرها لبطاقته، لافتاً الى أن هناك تقنيات وأنظمة وطرقاً وأساليب حديثة تستخدمها البنوك السعودية لحماية بطاقات الدفع (بطاقات الصراف الآلي والبطاقات الائتمانية) من الاختراقات الإلكترونية، من بين هذه التقنيات ما يعرف بالبطاقات الذكية EMC، التي توجد بها شرائح ذكية Smart Chip توفر حماية أكثر للبطاقة ضد الاختراق والتحايل مقارنة بالطريقة التقليدية وهي الشريط الممغنط Magnetic Tape.