انطلق موسم الجوائز الفنية في لبنان مساء أول من أمس مع الدورة الرابعة عشرة لجوائز «موركس دور»، ويتواصل الليلة مع حفلة جوائز «بياف» التي تقام في «زيتونة باي» على شاطئ بيروت. وهذا التنافس الذي يحل في مرحلة صعبة يجتازها لبنان، سياسياً وامنياً واقتصادياً، يدل على قدرة اللبنانيين على تخطي واقعهم المأزوم ولو لبضع ليالٍ. حفلة «موركس دور» أقيمت على مسرح كازينو لبنان وتولى إحياءها ونقلها تلفزيون «المستقبل» ونظمتها لجنة الجوائز برئاسة الأخوين فادي وزاهي حلو برعاية وزارة السياحة والثقافة. وإن بدأت «موركس دور» لبنانية فهي لم تلبث أن أصبحت عربية وهذه الدورة دخلت مرحلتها العالمية ولكن بقدم عرجاء. الفائزون هذه السنة كثيرون جداً ولمَ لا، ما دامت الجائزة مجرد تمثال صغير ليس من ذهب طبعاً ولكن ليس من تنك، وكلفة كل التماثيل والسهرة مع العشاء تغطيها العقود مع المعلنين عبر التلفزيون. اسماء كثيرة بعضها يستحق التمثال الصغير والاطلالة على الشاشة وكلام المديح السخي جداً والذي لا حدود له ولا معايير، وثمة اسماء اخرى لا تستحق الجائزة إما لأنها دون المستوى الفني أو لأنها من الاسماء الفنية التجارية جداً التي تغزو المطاعم وسواها مسيئة الى الفن اللبناني. وحتى الآن لا احد يعلم لماذا يتهافت ممثلون محترمون وكبار على نيل مثل هذه الجوائز التي تسيء الى اسمائهم ومسارهم، فهذه «الموركس» ليست «الاوسكار» ولا «السيزار» ولا «التانيت»... بل هي لا تقدم ولا تؤخر وعدم نيلها أفضل من نيلها. لكن النجومية مغرية وإن باتت في لبنان بلا معنى ولا مضمون. وكان الأخوان حلو، اللذان اطلا كثيراً في الحفلة، ذكيين كعادتهما، فهما اختارا اسماء مهمة ليغطيا فضيحة الاسماء التجارية الرخيصة التي كالوا عليها الجوائز. اما اللافت فهو ان تشارك الاعلامية اللامعة والمثقفة وذات الاطلالة الجميلة بولا يعقوبيان في تقديم مثل هذه الحفلة مع زميلها في «المستقبل» ميشال قزي (صاحب صرعة «ميشو شو») فهي بدت في غير موقعها او «خارج صحنها» كما يقول الفرنسيون. فائزون وفائزات هذه السنة فاز المصريان تامر حسني وشيرين عبد الوهاب بجائزتي الغناء العربيين، والسوري عابد فهد والمصرية نيللي كريم بجائزة أفضل ممثل وممثلة. وحصلت المغنية اللبنانية سابين على جائزة أفضل فنانة استعراضية واختيرت الإماراتية احلام أفضل فنانة خليجية. الفنان السوري دريد لحام حاز جائزة فخرية عن مجمل مسيرته الفنية منذ 54 عاماً. وقال لحام بصوته الظريف: «لو كل اهل لبنان يحبون لبنان مثلي لانتهت ازمات الكهرباء والمياه ولربما تحرر المخطوفون». وحصلت الممثلة اللبنانية إلسي فرنيني على جائزة «موركس» تقديرية أيضاً عن مجمل اعمالها. الممثل التركي اركان بتككيا الذي برز في دور القبطان علي في مسلسل «على مر الزمان»، جائزة «موركس» تكريمية، ومنحت جائزة مماثلة الى الممثلة المصرية صفية العمري. اما جائزة التميز فنالتها الاعلامية ريما نجيم التي ادخلت لبنان في كتاب «غينيس» للأرقام القياسية في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بعدما حطمت الرقم القياسي للبث المباشر لمدة 46 ساعة متواصلة من الكلام والثرثرة. وفي فئة التميز نال المغني غسان صليبا جائزة عن حضوره كممثل في مسلسل «وأشرقت الشمس»، في حين خصصت جائزة للمغنية نوال الزغبي التي بدا صوتها متراجعاً في الأغنية التي أدتها على الخشبة، وجائزة للمطرب عاصي الحلاني الذي لم يحضر الحفلة. وتسلمت الممثلة اللبنانية القديرة تقلا شمعون جائزة خاصة تمنح كل عشر سنوات كأفضل ممثلة تلفزيونية وسينمائية خلال العقد الاخير. واختيرت الاماراتية احلام كأفضل فنانة خليجية. ونال السوري عابد فهد جائزة افضل ممثل عربي تلفزيوني عن دوره في المسلسل الدرامي «لعبة الموت» وأهدى جائزته الى كل السوريين واللبنانيين «الذين يحبون فعلاً سورية ولبنان ويخافون عليهما». وحازت جائزة أفضل ممثلة عربية المصرية نيللي كريم عن دورها في مسلسل «ذات الهمة». وحصلت اللبنانية نانسي عجرم على «موركس» الغناء اللبناني لعام 2013. ومنح وائل جسار جائزة الغناء اللبناني وملحم زين «أفضل صوت وأداء لبناني». وفازت اللبنانية كارول سماحة بجائزة افضل البوم «عن اسطوانتها «احساس» في حين ذهبت جائزة افضل اغنية الى «وحشاني بلادي» لسماحة ايضاً. وحصدت اغنية «ايام» لوردة الجزائرية جائزة أفضل أغنية عربية. اما «موركس» أفضل فيديو كليب فذهب الى اغنيتي «كيفك انت» لميريام فارس و «ارضي مش للبيع» للفرسان الاربعة. والعملان من اخراج اللبناني سمير سرياني. وحصد مسلسل «وأشرقت الشمس» اكثر من جائزة منها موركس أفضل مسلسل لبناني لعام 2013 وجائزة أفضل كاتبة سيناريو لمنى طايع. ونالت ايميه صياح جائزة «اكتشاف العام بالتمثيل الدرامي» عن دورها في المسلسل نفسه. واختارت لجنة التحكيم شارل شلالا كأفضل مخرج درامي. ولم يتسلم يوسف الخال جائزته كأفضل ممثل لبناني عن دوره في المسلسل عينه. اما جائزة افضل انتاج درامي فقطفها مفيد الرفاعي منتج مسلسل «جذور» التي تولت كتابته كلوديا مارشيليان وأخرجه فيليب اسمر. وفازت ماغي بوغصن ب»موركس» افضل ممثلة سينمائية عن دورها في فيلم «بيبي». وحاز المسرحي والسينمائي اللبناني جورج خباز جائزة افضل ممثل سينمائي عن دوره في فيلم «غدي» للمخرج امين درة الذي توج بدوره افضل فيلم لبناني. وللمرة الاولى تمنح جائزة للشعر وقد فازت بها الشاعرة والرسامة اللبنانية باسمة باطولي، والدة المخرج التلفزيوني المعروف باسم كريستو، وهو تولى إخراج الحفلة وبثها تلفزيونياً. ومن أبرز الفائزات الاذاعية نوال ليشع عبود صاحبة التجربة الفريدة في «صوت لبنان». ومن الملاحظ ان لجنة المهرجان عمدت الى منح جوائزها مرات عديدة الى فنانين كثيرين بسبب قلة المرشحين.