انتخابات الولاياتالمتحدة لن تغير الأوضاع في سورية طالما أن بشار الأسد موجود في السلطة. أياً كان الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أو ميت رومني ستكون أولويته في السياسة الخارجية مصلحة إسرائيل. وما يجري الآن في سورية حيث «حزب الله» يحول بعض سلاحه ومقاتليه إلى داخل سورية لمساعدة النظام على قتل وقمع الشعب السوري فهذا يضعفه على المدى المتوسط. كما أن إيران و»البسدران» هم بالآلاف على الأرض السورية لمساعدة وإنقاذ نظام قمعي تلتزم إيران بحماية بقائه إلى النهاية لأن مصيرهما مرتبط. ولكن الحرب على الأرض في سورية هي حرب شوارع وشعب يدافع عن بقائه وعن بلده وهو سيستمر في مقاومة «البسدران» و»حزب الله» بكل ما لديه من إمكانيات. ومما لا شك فيه انه مهما كانت قوات الجيش السوري و»البسدران» ومقاتلو «حزب الله» متفوقين على الثوار السوريين بمعداتهم المتطورة (الطائرة من دون الطيار من صنع إيراني ليست بمتناول الثوار السوريين مثلاً) فالقتال المستمر على الأرض السورية يضعف كل القوى المعادية للدولة العبرية مثل «حزب الله» وإيران. فهي حرب مكلفة بالأرواح وأيضاً بالمال. فوضع إيران الاقتصادي متدهور علماً انه ما زال لديها المال للقتل والتخريب. وإمكانيات «حزب الله» تتأثر من تدهور إيران الاقتصادي وهذا ينطبق على وضع النظام السوري الذي عليه أن يعتمد على الدولة الروسية المعادية لأي حركة ديموقراطية تذكر بانتهاكات فلاديمير بوتين لهذا المبدأ. إذاً تآكل قوى إيران و»حزب الله» العسكرية على الأرض السورية اضافة إلى ضعف النظام السوري وحالة الحرب التي أنشأها في البلد لمصلحة الدولة العبرية التي توفر على نفسها حرباً على كل من إيران و»حزب الله» غير محتمة نتيجتها وتفضل إضعاف القوتين على الأرض السورية. لذا أي إدارة أميركية جديدة لن تفعل شيئاً جديداً بالنسبة إلى المساعدة على إنهاء نظام بشار الأسد طالما إسرائيل مرتاحة لمثل هذا الوضع. والإدارة الأميركية أياً كانت ستركز اهتمامها على مساعدة إنهاض نظام في ليبيا يناسبها لأن للشركات الأميركية النفطية العملاقة حصة كبيرة في النفط الليبي وليبيا اهم لإرسال قوات تدريب للنظام الجديد. لذا الوضع في سورية قد يطول والحل لن يأتي إلا من الداخل عندما تهلك قوات الأسد من قتل أبناء بلدها. أما إرسال «حزب الله» طائرة من دون طيار إلى إسرائيل من صنع إيراني فهي لتبرير أن الحزب ما زال يتذكر انه يدعي مقاومة إسرائيل ولكنه في الواقع منذ 7 أيار اظهر أن مقاومته تحولت إلى مقاومة الحركات الديموقراطية العربية في لبنان وسورية. إن انقسام لبنان بين حلفاء النظام السوري وحلفاء الشعب السوري أساء ويسيء للبنان ولسلامته ولاقتصاده. فحكاية النأي بالنفس هشة طالما «حزب الله» ينفذ على الأرض اللبنانية والسورية سياسات إيران التي تمثل هدية لإسرائيل لأنها تضعف أعداءها.