اغتال مسلحون مجهولون يرجح أنهم ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» موظفاً يمنياً يتولى التنسيق بين أجهزة الاستخبارات اليمنية وفريق مكتب التحقيقات الأميركي (أف بي آي) الموجود في السفارة الأميركية في صنعاء للمشاركة في التحقيق حول اقتحام متظاهرين يمنيين غاضبين مبنى السفارة احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام مطلع الشهر الماضي، في وقت أعدم فيه التنظيم ثلاثة جنود في محافظة مأرب ذبحاً ب «الجنبية» اليمنية في عملية غير مسبوقة تهدف إلى ترهيب قوات الأمن المكلفة ملاحقة عناصره في هذه المحافظة. وقال مصدر أمني يمني ل «الحياة» إن قاسم عقلان الذي يعتقد انه ضابط في الأمن ويعمل مسؤولاً في التحقيقات الأمنية في السفارة الأميركية، قتل صباح امس عندما امطر مسلحان يستقلان دراجة نارية يرجح انهما من «القاعدة» سيارته بوابل من الرصاص فأردياه على الفور. ووقع الحادث في شارع الستين غرب صنعاء بالقرب من منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأضاف المصدر أن عقلان هو أيضاً المسؤول عن التنسيق بين السفارة الأميركية والحكومة اليمنية في جهود مكافحة الإرهاب، ويعمل مع الأميركيين منذ قرابة 20 عاماً. وكان مسؤولون في أجهزة الاستخبارات اليمنية قتلوا في عمليات اغتيال مماثلة خلال أيلول (سبتمبر) الماضي على يد «القاعدة» انتقاماً من السلطات اليمنية التي أخرجت مسلحي التنظيم في أيار (مايو) الماضي من مناطق في جنوب اليمن كان يقيم فيها «إمارة إسلامية». وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية متطابقة في محافظة مأرب (شمال شرقي صنعاء) إن التنظيم الإرهابي الذي يوسع نفوذه في هذه المحافظة منذ سنوات، قتل ثلاثة جنود من الأمن أمس، ورمى جثثهم على مدخل عاصمة المحافظة. وكان «القاعدة» أعدم أول من أمس ثلاثة من عناصره بقطع رؤوسهم في محافظة مأرب بعد اتهامهم بالتعاون مع أجهزة الأمن اليمنية والأميركية، والتسبب في قتل وجرح العشرات من قيادات وعناصر التنظيم في غارات شنتها طائرات أميركية من دون طيار، بعدما ألصقوا شرائح إلكترونية على آليات تقلهم. وأكدت المصادر أن الضحايا الثلاثة من عناصر شرطة النجدة، وأحدهم كان يعمل في إدارة البحث الجنائي، وكانوا خطفوا مساء الأربعاء من نقطة تفتيش أمنية عند مدخل مدينة مأرب، وألقيت جثثهم صباح أمس بالقرب من النقطة نفسها. ووزع التنظيم صوراً للجنود الثلاثة أثناء ذبحهم بخنجر يمني تقليدي.