قطع تنظيم «القاعدة» في اليمن رؤوس ثلاثة أشخاص في محافظة مأرب (شمال شرقي صنعاء) بعد اتهامهم بالتجسس لمصلحة القوات الأميركية وأجهزة الاستخبارات اليمنية، ورمى إلى جانب رؤوسهم أقراصاً مدمجة تتضمن تسجيلاً ل «اعترافاتهم» بلصق شرائح إلكترونية على سيارات عدد من أعضاء التنظيم وقياداته سهلت استهدافها من قبل طائرات أميركية من دون طيار. وكان «القاعدة» أعدم بالطريقة نفسها خمسة من عناصره في مناطق متفرقة من محافظتي أبين وشبوة (جنوب) مطلع العام الحالي، بعد إدانتهم بالتهم ذاتها، غير أنه لم ينشر وقائع التحقيق معهم وعملية الإعدام التي تمت بضرب أعناقهم بالسيف، وأخفى رؤوسهم. وأكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في مأرب، أن شرطة إدارة البحث الجنائي في المحافظة تلقت معلومات في ساعة مبكرة من صباح أمس عن أماكن وضعت فيها جثث الضحايا ورؤوسهم، وتبين أن ثلاثة أشخاص ذبحوا في منطقة حصون آل جلال (شرق مأرب) فجر أمس، ثم ألقيت الجثث في أماكن متفرقة، في حين بقيت الرؤوس في مكان تنفيذ الإعدام، وبجانبها الأقراص المدمجة. وأضافت المصادر إن اثنين من القتلى، وهما عبدالكريم الريمي (25 سنة) وسعيد الريمي (26 سنة) يتحدران من محافظة ريمة (جنوب غربي صنعاء)، فيما يتحدر الثالث من محافظة عمران (شمال غربي صنعاء) ويدعى عبدالله شرف مهدي حنش (32 سنة)، وقالت إن إحدى الجثث وجدت مشوهة ربما نتيجة تعذيب جرى قبل الذبح، وإن أحد الرؤوس الثلاثة تعرض لنهش الكلاب قبل وصول الفريق الأمني إلى الموقع. وأشارت المصادر إلى أن مسلحي «القاعدة» رموا إحدى الجثث بالقرب من سوق شعبي للماشية، والثانية بجوار سوق لبيع السلاح، أما الجثة الثالثة فوجدت في شارع يؤدي إلى سوق القات. وأثارت عملية الإعدام ورمي الجثث والرؤوس استياء شعبياً كبيراً في مأرب التي لم يسبق أن شهدت مثلها. يذكر أن الطائرات الأميركية من دون طيار نفذت في الفترة الأخيرة عشرات الغارات في اليمن ضد أهداف من «القاعدة» في إطار التعاون بين صنعاء وواشنطن في مكافحة الإرهاب، وتمكنت من قتل العشرات من قيادات التنظيم وعناصره في محافظات مأرب والجوف وشبوة وأبين وصنعاء وحضرموت والبيضاء. وتعتمد الغارات الأميركية على معلومات استخبارية من أجهزة الأمن اليمنية، وعملاء زرعتهم أجهزة أميركية لاختراق صفوف التنظيم وزرع شرائح إلكترونية على سيارات المستهدفين تلتقطها الأقمار الاصطناعية وتنقلها مباشرة إلى طائرات التجسس التي تهاجمها. إلى ذلك انفجرت أمس عبوة ناسفة في سوق شعبية بمدينة القطن بمحافظة حضرموت من دون أن تسفر عن إصابات. وقال مصدر محلي إن الانفجار وقع في وقت مبكر عندما كانت السوق خالية، وأن العبوة الناسفة فجرت عن بعد. من ناحية أخرى عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس اجتماعاً مشتركاً مع وفدين عسكريين أميركي وأردني وبعثة الاتحاد الأوروبي، في إطار مشاركة الأطراف الثلاثة في خطة إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية اليمنية. وقالت «وكالة الأنباء اليمنية» إن هادي أكد أن «إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن جزء لا يتجزأ من المبادرة الخليجية في إطار الإصلاحات العميقة التي تعتبر من متطلبات المرحلة الانتقالية الراهنة».