أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس مقتل «صانع قنابل» تنظيم «القاعدة» والرجل الثاني في قيادة التنظيم في اليمن السعودي سعيد علي الشهري (39 سنة) الملقب ب «أبي سفيان الأزدي» في «عملية عسكرية نوعية» نفذتها قوات الجيش اليمني في وادي محافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن). وقال مصدر في وزارة الدفاع اليمنية إن الشهري الذي يعتبر من أهم المطلوبين لأجهزة الأمن اليمنية والسعودية والأميركية قتل أمس مع ستة من عناصر «القاعدة» في عملية نوعية للجيش اليمني على موقع بين منطقتي الخشعة والعبر في وادي حضرموت الصحراوي. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية «26 سبتمبر نت» عن مصدر عسكري رفيع قوله إن «مقتل الشهري يمثل ضربة موجعة لما تبقى من فلول العناصر الإرهابية»، مؤكداً أن «الحرب التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية للقضاء على الإرهاب ستستمر حتى النهاية». والشهري هو نائب ناصر الوحيشي (أبو بصير) زعيم تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي نتج من دمج الفرعين اليمني والسعودي في مطلع 2009. وكان الشهري اعتقل في معسكر غوانتانامو الأميركي ثم سلم إلى السعودية في 2007 حيث تابع برنامج المناصحة الخاص بالمتطرفين، إلا انه عاد والتحق ب «القاعدة» في اليمن. وقالت مصادر أمنية ومحلية في حضرموت ل «الحياة» إن الشهري قتل في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار على منزل في قرية الهشم بوادي العين وسط المحافظة قبيل منتصف ليل الثلثاء في الرابع من أيلول (سبتمبر) الجاري، كان الشهري يتخذه مخبئاً له ولعدد من عناصر التنظيم ضمن عشرات المخابئ التي يلجأ إليها قادة «القاعدة» في مختلف المناطق اليمنية. وأضافت المصادر نفسها أن الطائرات الأميركية فشلت في اغتيال الشهري في 10 غارات على الأقل نفذتها خلال شهرين واستهدفت مواقع وآليات للتنظيم في محافظات مأرب وحضرموت وشبوة وأبين والبيضاء، موضحة أن الغارات التي تمت بالتنسيق بين أجهزة الاستخبارات اليمنية والأميركية أسفرت عن مقتل 35 من عناصر «القاعدة» وجرح عدد آخر. وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الاستخبارات اليمنية حصلت على معلومات مهمة حول مخططات التنظيم في اليمن، وتحركات قادته والأماكن التي يحتمل اختباؤهم فيها، من خلال التحقيقات التي أجرتها مع العشرات من عناصر «القاعدة» الذين اعتقلوا في الأسابيع الأخيرة في إطار تفكيك سبع خلايا «إرهابية» في محافظات عدن وصنعاء ومأرب وأبين، أسفرت عن إفشال اعتداءات ضخمة كان يخطط لتنفيذها. وأكدت المصادر أن عملاء يمنيين لأجهزة الاستخبارات الأميركية يديرهم مكتب تابع للسفارة الأميركية في صنعاء يقدمون معلومات حول حركة ومواقع عناصر «القاعدة» في اليمن، ويزرعون شرائح هواتف نقالة مرتبطة بالأقمار الاصطناعية لتتبع المطلوبين وإرشاد الطائرات الأميركية إليهم. وتأتي هذه الضربة بعد أيام من مقتل مسؤول آخر في التنظيم هو خالد باتيس الذي يعد العقل المدبر للهجوم على ناقلة النفط الفرنسية «ليمبور» في 2001.