جددت السفيرة الأمريكية في لبنان أمس دعم بلادها للمحكمة الدولية التي تنظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، داعية إلى السماح لها بأن «تكمل عملها بعيدا عن أي تدخل خارجي» وحتى مثول المسؤولين عن الجريمة أمام العدالة. وقالت السفيرة مورا كونيللي عقب لقاء مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وبحسب بيان صادر عن السفارة الأمريكية، إن «الولاياتالمتحدة تحذو حذو الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) وحكومات فرنسا وتركيا في مواقفهم لناحية دعم عمل المحكمة الخاصة في لبنان». وشددت كونيللي على أن «المحكمة مؤسسة مستقلة وغير سياسية وقد تم تشكيلها بموجب اتفاق بين الأممالمتحدة وحكومة لبنان». وقالت إن المحكمة أنشئت «لوضع حد لحصانة الاغتيالات السياسية في لبنان، ويجب أن تستكمل عملها إلى أن يمثل المسؤولون عن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وغيره من الشخصيات أمام العدالة». من جهة أخرى، وفي تمهيد لزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى لبنان في ال 13 من الشهر الجاري يطل اليوم أمين عام حزب الله حسن نصرالله على الإعلام في كلمة تأتي في قالبٍ جديدٍ لم يقيده نصرالله في استلامه لقيادة حزب الله بعد اغتيال إسرائيل للأمين العام السابق عباس الموسوي. وقالت أوساط مقربة من الحزب أشارت ل «عكاظ»: «إن كلمة أمين عام حزب الله لن تشهد تصعيدا سياسيا كبيرا بل تأكيد على مواقف الحزب ورفضه للفتنة، كما سيركز السيد نصرالله في كلمته على ضرورة استفادة لبنان من زيارة الرئيس نجاد لنسج أفضل العلاقات بين لبنان وطهران وبخاصة على صعيد تسليح الجيش اللبناني والمساعدة في حل أزمة الكهرباء». وختمت المصادر «هناك مسعى لدى قيادة حزب الله إلى تبريد الأجواء السياسية قبل زيارة الرئيس نجاد، وذلك لتأمين كامل فرص النجاح لهذه الزيارة وإبعادها عن الاحتقان الداخلي وبخاصة الشعبي وتحديدا بعد ظهور حملة شعبية معارضة للزيارة في شمال لبنان». إلى ذلك، استقبل سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري أمس رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي في مقر السفارة في بيروت، حيث جرى البحث في الأوضاع العربية والإقليمية. المخزومي وبعد اللقاء نوه بدور المملكة في دعم وحدة لبنان وسلمه الأهلي، خصوصا في الظروف الراهنة، إذ تسعى المملكة جاهدة بالتعاون مع الشقيقة سورية لإيجاد المخارج الملائمة لمساعدة اللبنانيين في إعادة الملفات المتنازع حولها إلى سكة الحوار ووضع حد للتوتير الذي بات يهدد فعليا الشارع، محذرا من «خطورة الأحداث الأمنية المتفرقة هنا وهناك على السلم الأهلي».