شكا مواطن من زج ابنة أخيه وخادمتهم في قضية مقتل الطفلة تالا، معتبراً أن السبق الإعلامي أسهم في وقوع بعض الإعلاميين في أخطاء مهنية فادحة. وقال عم الطفلة «رسيل»، محمد الشهري في حديثه إلى «الحياة»: «تابعنا بكل حرقة تفاصيل قضية الطفلة تالا الشهري رحمها الله بكل ألم، وزاد الخبر ألماً وصدمة نشر بعض الصحف اليومية صورة ابنتنا رسيل،الأمر الذي تسبب في رعب وإثارة لكافة أفراد الأسرة». وأضاف: «نشر الصورة دون الرجوع إلى مصدرها والتحقق منه وضعنا في موقف محرج لا نحسد عليه مع عائلة الفقيدة التي تجمعنا وإياها قبيلة واحدة، ونحن في صدد رفع قضية خلال الأيام المقبلة لمعاقبة هذا الخطأ المهني الفادح ومعاقبة المتسبب في الأمر، لأن من نشر الصورة لم يكن يعلم ما هي العواقب المترتبة عليها». ولم يكن والدا رسيل وعمها فقط هم المتضررون من نشر الصورة، فعلى الطرف الآخر صدم خال الطفلة عند تصفحه للجرائد الصادرة في ذلك اليوم بوجود ابنة أخته مع مخدومتها وسارع في الاتصال على والديها للتأكد من سلامتها والاطمئنان عليها. هنا يمكن تلخيص حال المتابعات الصحافية لقضية طفلة ينبع المغدورة تالا الشهري، في ظل تناقل العديد من الصحف ووسائل الإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي والمحادثات للحصول على معلومة أو صورة حصرية كسبق في تطورات فاجعة ينبع والتي راحت الطفلة «تالا الشهري» ضحية لها، فمع تطور الأحداث وانتشار الشائعات الذي شتتت الانتباه في سبيل الحصول على معلومة جديدة عن مستجدات القضية والأحداث الطارئة عليها فوجئ والد الطفلة «رسيل الشهري» باعتلاء صورة ابنته الوحيدة ذات الأربعة أعوام والنصف صدور صفحاتها الصادرة في اليوم التالي ترافق تطورات خبر الفاجعة، إضافة إلى رسم «كاريكاتوري» يصور «رسيل» «ملاكاً» يشع من وجهه النور، ورسم للخادمة جناحان من السواطير ملطخة بالدماء. شاءت الأقدار أن تتشارك الطفلتان رسيل وتالا في اللقب والعمر والبراءة، وشاءت عدد من الصحف المحلية أن تضع والدي وأقارب رسيل في موقف لا يحسد عليه فلم تتوقف دموع والدة رسيل عن الانهمار على ابنتها رسيل تارة، وأخرى على تالا، فتفاصيل مقتل «وردة ينبع» ينفطر لها القلب والحجر، وتخيل ابنتها مكانها أمر قد يدفع إلى الجنون بمجرد تخيله، فكيف بها وهي تشاهد صورة ابنتها على الصحف.